التفاصيل الأساسية للحادث والتشخيص الأولي
انقلبت حياة أسرة ألمانية حين تعرض طفلهم أوليفر ستاوب، البالغ من العمر عامين، لحادث سيارة عنيف أثناء عطلة في المكسيك، فأصيب بكسور في الرقبة وقطع في الحبل الشوكي، وأُعلن الأطباء أنه ميت دماغياً وأنه سيواجه الموت خلال أيام.
الجراحات المعجزة والتعافي المبكر
أُجريت في مستشفى الأطفال التابع لمستشفى جامعة شيكاغو عمليتان جراحيتان معجزتان لدمج الرقبة المكسورة مع الحبل الشوكي، باستخدام قضبان ومسامير من التيتانيوم لإعادة ربط الجزء الخلفي من الرأس بالعمود الفقري، وتلتها عملية ثانية بعد يومين لتثبيت الجزء الأمامي من الحبل الشوكي وإصلاح الفتق الحاصل. قال الدكتور محمد بايدون، رئيس قسم جراحة الأعصاب في الجامعة، إن الحالة فريدة وتفوق التوقعات، حيث لم يكن يُتصور أن يتمكن من الحركة بالأطراف الأربعة كما هو الآن.
الأمل والتجربة العائلية
كان الحادث في 17 أبريل، وتوقع الأطباء وفاته، إلا أن أوليفر بدأ يظهر علامات التعافي فلاحظ والداه أن عينيه تتبعاها، فاستمر الجهاز التنفسي الصناعي في دعمه. نُقل إلى منزل جدّيه قرب موريليا في المكسيك وهو يرُتدي طوقاً للرقبة وسترة تثبيت للرأس، وبقي هناك مع والديه وممرِّضة نهارية للمساعدة في تشغيل الجهاز لأكثر من شهرين. بحثاً عن علاج محتمل، تواصلت العائلة مع الدكتور بايدون، لكن تحذير الأطباء من مخاطر السفر والجراحة لطفل في عمره كان كبيراً.
التكاليف والدعم الخيري والرحلة إلى شيكاغو
وللتغلب على العوائق المالية والعلاجية، تواصلت عائلة ستاوب مع مؤسسة توني كروس الخيرية التي وافقت على تغطية تكاليف الجراحة والسفر، فاحتشدت التبرعات من أنحاء العالم وتوافد الناس بالدعاء والدعم. نُقل أوليفر بطائرة طبية إلى شيكاغو في يوليو، حيث استعد فريق جراحي لاستقباله وتبدأ سلسلة الجراحات التي أعادت بناء عموده الفقري وربط الحبل الشوكي.
نتائج الجراحة والنهج المستقبلي
أُعيد بناء العمود الفقري من الخلف بثبيت قضبان ومسامير من التيتانيوم لإعادة ربط الرأس بالعمود الفقري، ثم أُجريّت عملية ثانية بعد يومين لتثبيت الجزء الأمامي من الحبل الشوكي وإصلاح فتق الحبل الشوكي، وكان المريضان في تلك الأيام عرضة لفقدان الدم وتورم الدماغ، ولكن بعد خمسة أيام ابتسم لأول مرة منذ الحادث وبعد شهر أمسك بيد والدته وبدأ يحس بالحاجة إلى التبول وتتسع التعودات. غادر أوليفر مستشفى شيكاغو في 15 أغسطس، وتخطط العائلة للانتقال الدائم من ألمانيا إلى المكسيك للعيش قرب عائلة والدته، مع توقع إمكانية إزالة دعامة الرقبة خلال ستة أشهر. ويخطط الأطباء للعودة إلى شيكاغو في ربيع العام التالي، للحصول على موافقات خاصة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لاستخدام العلاج بالخلايا الجذعية كجزء من التجارب السريرية الجارية.
