نجا طفل ألماني عمره عامان من إصابة كادت تقضي عليه حين اصطدمت عائلته بسيارة مصفحة سريعة خلال عطلة في المكسيك، فأدى الحادث إلى كسر في الرقبة وقطع في الحبل الشوكي؛ وأخبر الأطباء والديه أن الرقبة مكسورة وأنه مصاب بشلل رباعي وأنه ميّت دماغياً وأنه سيفقد حياته خلال أيام.
الجراحات المعجزة وتداعياتها
بحلول منتصف أكتوبر بدأ يظهر علامات التعافي؛ فتحدث وأضحك وابتسم وتحرك أصابع يديه وقدميه، وبات يتنفّس من تلقاء نفسه، وذلك بفضل جراحات معجزة أُجريت في مستشفى Comer للأطفال التابع لجامعة شيكاغو للطب حيث تم دمج الرقبة المكسورة وإعادة توصيل الحبل الشوكي.
وصف الدكتور محمد بايدون، رئيس قسم جراحة الأعصاب في جامعة شيكاغو الطبية، هذه الحالة بأنها فريدة وتفوق التوقعات، مشيرًا إلى أنه لم يكن يُتوقّع أن يتمكن من الحركة بكل أطرافه يومًا ما.
الأمل في التعافى وقصة العائلة
كان الوضع يبدو ميؤساً عندما نُقل أوليفر إلى المستشفى في مكسيكو سيتي بعد الحادث الذي وقع في 17 أبريل، حيث أُبلغ والداه بأن الرقبة مكسورة وبأن الحبل الشوكي قد تقطع وأنه في وضع ميّت دماغياً وأنه سيفقد حياته خلال أيام. غير أن عينيه بدأت تتتبّعهما حين كانا في الغرفة، فازداد الأمل وتقرر إبقاء جهاز التنفس الصناعي قيد التشغيل. وبعد تعافٍ قدر الإمكان، نُقل إلى منزل جديه القريب من مورِيليا، حيث كان يرتدي طوقاً لرقبته وسترة لتثبيت رأسه، واستمر في الرعاية المنزلية مع والدَيْه وممرِّضة نهارية لمدة شهرين. ثم تبين أن وجوده على قيد الحياة طوال تلك الفترة يمنح قدراً من الأمل.
العلاج بالخلايا الجذعية والجهود الداعمة
بحث والداه عن علاجات محتملة واتصلا بالدكتور محمد بايدون، الذي أشار إلى أبحاث العلاج بالخلايا الجذعية وبيّن أن السفر والجراحة سيكونان محط مخاطر. ومع بقاء أوليفر على قيد الحياة لفترة طويلة، ووجود احتمال للعلاج، ظهرت بعض آليات الأمل. ولتمويل السفر والجراحة، تواصلت العائلة مع مؤسسة توني كروس الخيرية التي تؤمن دعمها لتكاليف العلاج، فوافقت على تغطية تلك التكاليف، فتصاعدت تغطية الرسوم وبدأت حملة تبرعات واسعة وتدعيم معنوي من قِبل متبرعين من جميع أنحاء العالم.
تفاصيل الجراحات والنتائج المباشرة
نُقل أوليفر بطائرة طبية إلى شيكاغو في يوليو، وبدأ فريق جراحي جاهز بالعمل. أُجريت الجراحة الأولى لإعادة بناء عمود الرقبة وربط الحبل الشوكي بواسطة قضبان ومسامير من التيتانيوم، ثم أُجريت جراحة ثانية بعد يومين لتثبيت الجزء الأمامي من الحبل الشوكي وإصلاح فتق الحبل الشوكي. واجهت هذه العمليات مخاطر كبيرة لطفل في عمر عامين، بما في ذلك فقدان الدم وتورم الدماغ، لكن خلال خمسة أيام ابتسم لأول مرة منذ الحادث، وبعد شهر تمكن من الإمساك بيد والدته، ودفع أحدهم بعيدًا، وشعر بالرغبة في التبول. وأوضح بايدون أن قدرة الطفل على التنفّس بمفرده تعني أن العمود الفقري بات يتصل بالدماغ والجسم من جديد.
المغادرة والآمال المستقبلية
غادر أوليفر مستشفى شيكاغو في 15 أغسطس، وتخطط العائلة للانتقال إلى المكسيك بشكل دائم للعيش قرب عائلة والدته، ويتوقع الأطباء أن يتمكن من إزالة دعامة الرقبة خلال نحو ستة أشهر. ويخطط أفراد عائلة ستاوب للسفر مرة أخرى إلى شيكاغو في ربيع هذا العام لطلب موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على استخدام علاجه بالخلايا الجذعية كجزء من التجارب السريرية الجارية، بهدف تحسين وظائفه البدنية.



