يعاني الكثير من الناس من التعب المستمر الناتج عن ضغوط الحياة المختلفة أو مجموعة من الأمراض، وعندما يستمر هذا الإرهاق لشهور غالباً بعد الإصابة بعدوى قد يشير إلى حالة تسمى متلازمة التعب المزمن.
تشير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها إلى وجود نحو 3.3 مليون شخص في الولايات المتحدة يعانون من هذه المتلازمة، وأن نحو ربع المصابين قد يظل شبه مقيد الفراش في مرحلة ما من المرض. كما تبيّن أن نسبة كبيرة من المصابين لا يتم تشخيصهم بشكل صحيح، حيث تصل التقديرات إلى أن حوالي 15% فقط يتم تشخيصهم بشكل صحيح.
ما هي متلازمة التعب المزمن؟
تُعرَف المتلازمة بأنها التهاب الدماغ والنخاع العضلي ME، وهي مرض مزمن يسبب إرهاقاً شديداً يعوق القدرة على أداء الأنشطة اليومية. وفق معايير الأكاديمية الوطنية للطب، يجب أن تظهر ثلاثة أعراض لمدة ستة أشهر على الأقل وهي: إرهاق شديد غير معتاد يقلل من القدرة على أداء الأنشطة التي كانت تمارس قبل المرض، وشعور بالضيق يزداد بعد بذل جهد بدني أو عقلي كان محتملًا في السابق، ونوم مضطرب أو مشاكل في التفكير والذاكرة تعرف غالباً باسم ضباب الدماغ.
لا توجد اختبارات محددة تؤكد وجود التعب المزمن، لذلك يعتمد الطبيب في تشخيصه على الحوار مع المريض وفحصه واستبعاد اضطرابات أخرى قد تشترك في الأعراض نفسها مثل قصور الغدة الدرقية والاكتئاب.
أسباب التعب المزمن
قد ينجم التعب المزمن عن عدوى أو عوامل إجهاد جسدي أخرى، وتختلف أسبابه وأعراضه من شخص إلى آخر، كما أنه يبدو كوجود أزمة طاقة حاد في الجسم. قد يؤدي خلل في منطقة ما تحت المهاد المسؤولة عن تنظيم النوم والهرمونات وضغط الدم والنبض إلى ظهور عدة علامات، بينما تتركز المحفزات في ضغوط الحياة المستمرة، ونقص التغذية، واختلال توازن هرمونات الغدة الدرقية، والتوتر، ومشاكل النوم. عادةً ما يظهر هذا الاضطراب تدريجيًا، ولكن قد يظهر فجأة بعد بعض أنواع العدوى أو إصابات الرأس والرقبة والتغيرات الهرمونية المفاجئة، لا سيما بعد الحمل.
علاج متلازمة التعب المزمن
نظرًا لاختلاف تأثير المتلازمة من شخص لآخر، لا يوجد علاج موحّد، وتوصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بأن يتعاون المرضى المصابون مع أطبائهم لوضع خطة علاجية مبنية على الأعراض الأكثر تأثيراً في جودة الحياة. تشمل العلاجات عادة مزيجاً من تغييرات نمط الحياة والعلاجات والأدوية، وينبغي على المرضى وأطبائهم تقييم الفوائد والمخاطر المحتملة لأي نهج علاجي، وقد يجد آخرون أن العلاجات البديلة مثل العلاج الطبيعي مفيدة.
