ما هي متلازمة التعب المزمن؟
يُعرّف مرض متلازمة التعب المزمن (ME/CFS) بأنه اضطراب مزمن يسبّب إرهاقاً شديداً يعوق القدرة على أداء الأنشطة اليومية وتستمر أعراضه عادةً لمدة ستة أشهر على الأقل. كما يصاحبه انخفاض في القدرة على التحمل بعد بذل مجهود كان محتملاً سابقاً، وتظهر معه أطر نوم مضطربة أو مشاكل في التفكير والذاكرة تسمّى غالباً “ضباب الدماغ” أو الدوار عند الوقوف في بعض الحالات. لا توجد فحوصات محددة تؤكّد التشخيص، بل يعتمد على محاورة المريض وفحصه واستبعاد اضطرابات أخرى مثل قصور الغدة الدرقية والاكتئاب.
الأسباب والعوامل المحفِّزة
يُعزى سبب المتلازمة في كثير من الحالات إلى عدوى أو عوامل إجهاد فسيولوجية أخرى، وتختلف الأسباب والأعراض بين الأفراد كما لو أنها تمثل أزمة طاقة حادة تعطل مركز التحكم في الدماغ المسؤول عن النوم والهرمونات وضغط الدم والنبض. وتترافق المحفزات غالباً مع ظهور تدريجي للمرض مثل ضغوط الحياة المستمرة ونقص التغذية واضطرابات هرمون الغدة الدرقية والتوتر ومشكلات النوم، كما يمكن أن يظهر فجأة بعد عدوى كوفيد-19 أو عدوى كثرة الوحيدات العدوائية أو إصابات في الرأس والرقبة وتغيرات هرمونية مفاجئة عند الحمل وأمور أخرى تؤثر في الطاقة.
التشخيص والواقع الطبي
يعتمد تشخيص التعب المزمن على الحوار مع المريض وفحصه واستبعاد اضطرابات أخرى، حيث لا توجد اختبارات محددة تؤكد وجود الحالة. وتُشخّص الأصناف الأخرى كقصور الغدة الدرقية والاكتئاب لاستبعادها من الأعراض، ثم يُحدد مدى تأثير التعب على الحياة اليومية وهو ما يميز الحالة عن التعب العابر. وتظل المعرفة بالمرض غير كاملة في الطب، كما أن الأطباء قد يغفلون عنه في بعض الحالات.
العلاج والتعامل مع المرض
يختلف العلاج باختلاف تأثير المتلازمة على كل شخص، وتوصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بأن يعمل المرضى مع أطبائهم لوضع خطة علاجية تستهدف الأعراض الأكثر تأثيراً على جودة الحياة. غالباً ما يجمع النهج بين تغييرات نمط الحياة والعلاجات والأدوية، ويُقيّم المريض والفريق الطبي منافع ومخاطر أي خيار علاجي، وقد يجد بعضهم فائدة في العلاج الطبيعي أو أنواع أخرى من العلاجات الداعمة.
نظرة عامة على الانتشار والملاحظات الطبية
تشير الإحصاءات إلى وجود نحو 3.3 ملايين شخص في الولايات المتحدة يعانون من هذه المتلازمة حالياً، ويُستدل أن نحو ربع المصابين قد يحتاج إلى البقاء في الفراش في مرحلة من المرض. وتظل المتلازمة حالة غير مفهومة جيداً في الطب وغالباً ما يغفلها الأطباء، وتبدي الدراسات السابقة أن نسبة تشخيصها الصحيحة بين المصابين لا تتجاوز نحو 15% في بعض التقديرات.



