نقلت الصفقة السيطرة التشغيلية على أعمال تيك توك في الولايات المتحدة إلى تحالف من المستثمرين العالميين، من بينهم شركة أوراكل، ضمن كيان مشترك مسؤول عن إدارة العمليات في السوق الأميركي.
أطر الصفقة وتأثيرها على الإدارة التقنية
تُعد هذه الخطوة محطة رئيسة في نقاش ملكية التكنولوجيا الحساسة وإدارة بيانات المستخدمين، وتفتح بابًا أمام أسئلة حول من يملك الخوارزمية التي تقود تجربة المستخدم في التطبيق وكيفية إشراف الأطراف المعنية على البيانات والمحتوى.
تشير الترتيبات إلى تأسيس كيان مشترك يتولى إدارة البيانات والمحتوى والخوارزمية، مع بقاء بايت دانس مالكة للكيان التجاري المسؤول عن الإيرادات مثل الإعلانات والتجارة الإلكترونية، وهو ما يعزز تقسيم المسؤوليات بين التشغيل والربحية.
لم تتبنّ الحكومة الصينية موقفًا رسميًا معلنًا في هذا السياق، مع الإشارة إلى أن الصين أسبغت في 2020 قوانين تقيد تصدير التكنولوجيا وتتيح لها الموافقة على نقل الخوارزميات والشيفرات المصدرية، وهو ما يضيف تعقيدًا إضافيًا لأي ترتيب خارج الصين.
يرى محللون أن تفرد تيك توك لا يقوم فقط على الخوارزمية بل على تكامُلها العميق مع صيغة الفيديو القصير، وهو ما يمنح المنصة ميزة تنافسية مقارنة بمنصات أخرى اضطُرّت لتكييف خدماتها مع بيئة الهاتف.
الخوارزمية وآلياتها وتأثيرها على التفاعل
تعتمد خوارزمية تيك توك على ما يعرف بـ«إشارات الاهتمام»، وهي تحليل تفاعل المستخدم مع المحتوى من مشاهدة وإعادة تشغيل وإعجاب وتخطي، ما يمكّنها من بناء صورة دقيقة عن اهتمامات المستخدم وتكيُّفها مع تغيرها بمرور الوقت وحتى خلال اليوم نفسه.
ساهم تصميم التطبيق ليكون موجهًا للهاتف المحمول في منحه ميزة تنافسية كبيرة، حيث أثبت تفوقه على منصات صُمّمت في الأساس لأجهزة الكمبيوتر ثم أضيف إليها الدعم المحمول لاحقًا.
كان لدخول تيك توك المبكر إلى سوق الفيديوهات القصيرة أثر حاسم في ترسيخ وجوده، إذ تفوّق في ذلك على منافسين كبار مثل إنستجرام ويوتيوب شورتس خلال سنواته الأولى.
تؤكد دراسات أكاديمية أن تيك توك لا يعرض المحتوى وفق اهتمامات المستخدم فحسب، بل يحرص أيضًا على تقديم مقاطع خارج نطاقها بهدف توسيع دائرة التفاعل وفهم سلوك المستخدم بشكل أعمق والحفاظ على معدلات استخدام مرتفعة.
