أول رائدة فضاء تستخدم كرسيًا متحركًا وتهبط بعد رحلة إلى حافة الفضاء.. فيديو

رحلة ميكايلا بنتهاوس إلى حافة الفضاء

انطلقت رائدة الفضاء الألمانية ميكايلا بنتهاوس في مهمة فضائية خاصة من غرب تكساس برفقة خمسة ركاب آخرين، تاركةً كرسيها المتحرك يحلق في الفضاء وتراقب الأرض من الأعلى، بحسب الجارديان البريطانية.

بلغت الرحلة نحو عشر دقائق في الفضاء، حيث ارتفعت الكبسولة نيو شيبارد إلى أكثر من 105 كيلومترات فوق سطح الأرض، دون الحاجة لإجراءات وصول معقدة لأنها ذاتية القيادة وتتيح الوصول لشريحة أوسع من الناس مقارنةً برحلات الفضاء التقليدية، وفقاً لما قاله جيك ميلز، أحد مهندسي بلو أوريجين الذي أشرف على التدريب.

ولتسهيل وصولها داخل المقصورة، أضافت بلو أوريجين لوحاً لنقل المرضى لتنقلها بين فتحة الكبسولة ومقاعدها، كما وضع فريق الإنقاذ سجادة على أرضية الصحراء بعد الهبوط لتمكينها من الوصول إلى كرسيها المتحرك.

وأوضحت بلو أوريجين أن الرحلة اعتمدت أسلوباً بسيطاً بفضل التصميم الذاتي للكبسولة نيو شيبارد، وأن كلاً من ميلز وكونيغسمان درّبا الطاقم وشاركا في تصميم الاختبارات، مع الإشارة إلى أن المصعد كان جاهزاً على منصة الإطلاق للصعود سبعة طوابق إلى الكبسولة المثبتة أعلى الصاروخ.

وتبرز أمثلة رواد بلو أوريجين السابقين وجود أشخاص ذوي قدرات مختلفة، مثل محدودي الحركة أو ضعفي البصر أو السمع، إضافة إلى زوجين في التسعينات.

أما بالنسبة لبنتهاوس فتم إضافة لوح لنقل المرضى وتدريب فريق الإنقاذ، وتدربت مسبقاً، وشارك كل من كونيغسمان وميلز في التصميم والاختبار، وكان المصعد جاهزاً على منصة الإطلاق للصعود إلى الكبسولة.

وتبلغ بنتهاوس 33 عاماً وهي جزء من برنامج تدريب الخريجين التابع للوكالة الأوروبية للفضاء. فقد اختبرت لحظات من انعدام الوزن في هولندا خلال تجربة طيران مكافئة من هيوستن عام 2022، وبعدها شاركت في مهمة محاكاة فضائية لمدة أسبوعين في بولندا قبل نحو عامين من رحلتها.

وقالت وهي في حديث مع وكالة أسوشيتد برس قبل الرحلة: لم أتخيل يومًا أن تكون رحلة الفضاء خياراً واقعياً بالنسبة لي، فحتى الأصحاء يواجهون منافسة شديدة، لكن الحادث الذي تعرضت له قبل سنوات لم يمنعها من متابعة حلمها.

عندما تواصل معها كونيغسمان العام الماضي بشأن إمكانية السفر على متن مركبة بلو أوريجين وتجربة انعدام الوزن لأكثر من ثلاث دقائق، وافقت فوراً.

هذه مهمة خاصة لبنتهاوس دون تدخل من ESA، التي سمحت هذا العام لرائد الفضاء الاحتياطي جون مكفال، مبتور الساق، بالسفر في رحلة مستقبلية إلى محطة الفضاء الدولية.

بسبب إصابة في الحبل الشوكي، لا تستطيع بنتهاوس المشي إطلاقاً، على عكس مكفال الذي يستخدم ساقاً اصطناعية ويمكنه الإخلاء بمفرده في حال الطوارئ عند الهبوط، وتم تعيين كونيغسمان كمساعد طوارئ لها، كما شارك مع ميلز في رفعها من الكبسولة وإنزالها على الدرج القصير عند نهاية الرحلة.

كانت بنتهاوس مصممة على بذل أقصى جهدها بمفردها، وهدفها ليس فقط جعل الفضاء متاحاً لذوي الإعاقة بل تحسين إمكانية الوصول إليه على الأرض أيضاً، وبينما تلقت الكثير من ردود الفعل الإيجابية داخل بيئتها الفضائية، أشارت إلى أن الآخرين ليسوا دائماً بنفس القدر من الشمولية، وتمنت أن يكون هذا مجرد بداية.

إلى جانب كونيغسمان، شاركت بنتهاوس الرحلة مع رجال أعمال ومستثمرين وعالم حاسوب، وبذلك ارتفع عدد رواد فضاء بلو أوريجين إلى 86.

أسس جيف بيزوس شركة بلو أوريجين عام 2000، وأطلق أول رحلة مأهولة بالركاب عام 2021 من كيب كانافيرال، ومنذ ذلك الحين أطلقت الشركة مركبات فضائية إلى المدار من فلوريدا، وتعمل على إرسال مركبات هبوط إلى القمر.