يتطور تلف الكلى عادة بهدوء مع ارتفاع الالتهاب وضعف ضبط السكر في الدم، وتزداد حموضة الجسم وتبدأ الفضلات في التراكم، وغالبًا ما يُظَن أن التلف دائم وأن العلاج يقتصر على إبطاء التدهور، لكن ما يُغفل عنه غالبًا هو مدى استجابة الكلى عند تقليل هذه العوامل المسببة للإجهاد بشكل مستمر ومبكر. وتُشير الأبحاث إلى إمكانية استقرار وظائف الكلى بل وتحسينها في بعض الحالات عند معالجة الالتهاب ومقاومة الأنسولين والحماض الاستقلابي معًا، وتوضح مراجعة كيف تُسرع هذه العوامل تدهور وظائف الكلى مباشرة، وكيف يمكن لتصحيحها أن يساعد في الحفاظ على وظائف الكلى على المدى الطويل، فتصير الأساليب الطبيعية أكثر فاعلية عندما تركز على تقليل الإجهاد اليومي على الكلى.
أطعمة تخفف الإجهاد على الكلى وتدعم التعافي
تؤثر خيارات الطعام في مدى الجهد الذي تبذله الكليتان يوميًا، فالطعام المناسب قادر على خفض الالتهاب وتقليل حموضة الجسم ودعم التخلص من السموم دون إرهاق أنسجة الكلى المجهدة أصلًا.
الخيار
يدعم الخيار ترطيب الجسم ويساعده على التخلص من حمض اليوريك، وهو نفايات قد يهيج أنسجة الكلى، كما أنه يمتاز بتأثير مبرد على الالتهاب وهو منخفض البوتاسيوم بشكل طبيعي، ما يجعله أسهل على الكلى المتضررة.
الليمون
يحتوي الليمون على السترات التي تساعد على معادلة الحموضة الزائدة في الجسم، فالتراكم المزمن للحموضة يجهد الكلى وربما يسبب تندبها مع مرور الوقت، وإضافة الليمون إلى الماء تدعم توازن الحموضة وتخفف من الإجهاد الكلوي المستمر.
الأسماك الدهنية والأطعمة الغنية بأوميغا-3
تساعد أحماض أوميغا-3 الدهنية في تقليل الالتهاب المزمن الذي يضر بنسيج الكلى مع مرور الوقت، كما أن تناول الأسماك الدهنية بانتظام يدعم بنية الكلى ويساعد على حماية الأنسجة من التندب.
الأطعمة الكاملة منخفضة الحموضة
تنتج الأطعمة الكاملة كميات أقل من الأحماض الغذائية مقارنة بالأطعمة المصنعة، مثل الملفوف والقرنبيط والكوسا والتوت، ويقلل انخفاض مستوى الأحماض من الجهد التعويضي المستمر الذي تبذله الكليتان.
أمور يومية تدعم تعافي الكلى
اشمل أنماط العيش التي تساهم في تقليل الإجهاد على الكلى وتدعم تعافيها بشكل مستدام.
امشِ ثلاثين دقيقة يوميًا، فالمشي يحسن الدورة الدموية وحساسية الإنسولين وضبط ضغط الدم، وتؤدي هذه التغييرات إلى تقليل الضغط داخل مرشحات الكلى ودعم مسارات إزالة السموم الطبيعية التي تعتمد عليها الكلى.
إنزيم كوإنزيم كيو 10
يدعم إنزيم كوإنزيم كيو 10 طاقة خلايا الكلى ويقلل الإجهاد التأكسدي، ما يساعد على تحسين كفاءة الترشيح بمرور الوقت.
ترطيب متوازن طوال اليوم
يساعد تناول رشفات صغيرة ومنتظمة من الماء على التخلص من الفضلات دون إرهاق الكليتين، أما تناول كميات كبيرة فجأة فقد يزيد من الضغط عليهما خاصة في المراحل المتقدمة من أمراض الكلى.
ضبط مستويات السكر وضغط الدم
يعد عدم استقرار مستوى السكر في الدم وارتفاع ضغط الدم من أقوى العوامل المؤدية إلى تدهور وظائف الكلى، لذا يساعد اتباع نظام غذائي منتظم والحد من الكربوهيدرات المكررة وإدارة التوتر والحصول على نوم كاف في حماية وظائف الكلى.
لا يعني اتباع نهج طبيعي لعلاج تلف الكلى الشفاء الفوري أو التخلي عن الرعاية الطبية، بل يهدف إلى تخفيف الضغوط الحيوية اليومية التي تسببت في التلف في المقام الأول. عندما ينخفض الالتهاب وتستقر الحموضة وتتحسن صحة التمثيل الغذائي، غالبًا ما تستجيب الكلى وتتحسن كفاءتها تدريجيًا، لكن الاستمرارية هي ما يغيّر مسار صحة الكلى.



