أكد الدكتور سعد الحامد، الكاتب والمحلل السياسي ورئيس نادي الصفوة للعلاقات العامة والإعلام، في تصريح خاص لـ “سبق”، أن المرحلة الحالية في اليمن تقتضي تغليب لغة العقل وتقديم مصلحة الوطن العليا على المصالح الحزبية الضيقة، محذرًا من تداعيات الانقسامات والمغامرات السياسية والعسكرية على وحدة اليمن واستقراره.
وأوضح الحامد أن اليمن ظل منقسمًا إلى دولتين حتى عام 1990 حين توحد شماله وجنوبه، مشيرًا إلى أن المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي انضم في 2023 إلى مجلس القيادة الرئاسي، يفتقر إلى استراتيجية موحدة ويعاني من انقسامات داخلية بين مكونات ذات خلفيات مختلفة: قبلية، عسكرية، وأيديولوجية.
وبيّن أن غياب التنظيم المركزي داخل المجلس أسهم في بروز تحركات متضاربة وتنافس غير منظم بين مكوناته، ما فاقم فقدان الثقة الشعبية فيه، خاصة في ظل تدهور الأوضاع المعيشية والخدمات الأساسية في المناطق الخاضعة لسيطرته، والنزاع المستمر مع الحكومة الشرعية.
وحذر الحامد من أن أي اندفاع نحو فرض واقع انفصالي على الأرض، مثل المحاولات الأخيرة للسيطرة على المهرة ووادي حضرموت، قد يشعل صدامًا مسلحًا، ويؤدي إلى تدخل أطراف خارجية، مستشهدًا بتقارير غربية عن اتصالات محتملة بين المجلس الانتقالي وجهات دولية لدعم مشروع الانفصال.
وأكد أن المملكة العربية السعودية، بصفتها قائد تحالف دعم الشرعية، أوضحت موقفها بضرورة الحفاظ على وحدة اليمن وسيادته، مبينًا أن أي تصعيد يهدد بتوسيع نفوذ الحوثيين وتقويض الجهود الأممية الساعية لإيجاد مسار سلام شامل ومستدام في اليمن.
وختم الحامد بالتشديد على أن الوقت الحالي يتطلب توحيد الصفوف خلف الحكومة الشرعية والتخلي عن المشاريع الفئوية، لإنقاذ اليمن من الانهيار وتفويت الفرصة على الميليشيات المتربصة بمستقبله.



