أُجريت مراجعة لمريضة ستينية كانت تعاني من تضخم الغدة الدرقية وهبوطها إلى التجويف الصدري، مما أدى إلى انضغاط وتضييق شديد في القصبة الهوائية. وصلت المريضة إلى قسم الطوارئ بحالة حرجة تعاني من ضيق شديد في التنفس واختناق، فتلقت الإسعافات الأولية ونُقلت إلى العناية المركزة لإجراء تقييم شامل. أظهرت الفحوص أن الغدة الدرقية تضخمت بشكل كبير، وضغطت على القصبة الهوائية وتضيق قطرها إلى نحو 3 ملم.
أوضح الدكتور فاضل الحرز استشاري الجراحة العامة والغدد الصماء رئيس الفريق الطبي المعالج أن المراجعة كانت قد كشفت قبل نحو 15 عاماً عن تضخم الغدة الدرقية مع هبوطها إلى الصدر، وأن الحالة وصلت حديثاً إلى قسم الطوارئ وهي في وضع حرج. وبعد مناقشة شاملة تم تشكيل فريق طبي ضم الدكتور فهد المخدوم استشاري جراحة القلب والدكتور طلال آل إبراهيم استشاري العناية المركزة والدكتور أحمد الفرج استشاري التخدير، وتم الاتفاق على خطة علاجية مناسبة.
خضعت المريضة لعملية جراحية كبرى اتسمت بدرجة عالية من التعقيد، تم خلالها استئصال الغدة الدرقية بالكامل من العنق والصدر. وتكللت العملية – بفضل الله – بالنجاح، وجرى إيقاظ المريضة مباشرة في غرفة العمليات للتأكد من زوال الانضغاط عن القصبة الهوائية وتحسن مجرى الهواء، كما تحسّنت سلامة الأحبال الصوتية وجودة الصوت، وكانت النتائج مطمئنة وممتازة.
عادَت المريضة إلى العناية المركزة للمراقبة الدقيقة لمدة 48 ساعة، ثم حُولت إلى جناح الجراحة لمدة 24 ساعة إضافية، قبل أن تغادر المستشفى إلى منزلها وهي في حالة صحية جيدة.
وأشار الدكتور الحرز إلى أن هذه النوعية من العمليات تُعد من الجراحات عالية الخطورة، نظراً لتحديات عدة منها صعوبة الوصول إلى الغدة في الصدر، واحتمالات النزيف بسبب قربها من أوعية دموية رئيسية، وإصابة الأعصاب المغذية للأحبال الصوتية، إضافة إلى الحاجة لحماية مجرى الهواء أثناء التخدير والجراحة في ظل وجود انضغاط وتضيق في القصبة الهوائية.



