تظهر العيون كنافذة على صحتك العامة، فوظيفتها لا تقتصر على الرؤية بل تعكس ما يحدث في الجسم وتكشف عن تغيّرات قد لا تُظهرها علامات أخرى في مراحل مبكرة من المرض.
وقد لا تبدو علامات ارتفاع الكوليسترول أو داء السكري مبكرة في البداية، لكنها قد تبرز في العينين وتبقى دون أعراض واضحة حتى تتفاقم الحالة، لذا فإن رصدها مبكرًا يساعد في السيطرة على المشكلة عبر تغييرات في نمط الحياة أو العلاج الملائم.
علامات قد تشير إلى مشاكل كامنة
بقع صفراء ناعمة على الجفون، خاصة قرب الزوايا الداخلية، تعرف غالبًا بالورم الأصفر الجفني وهي غير مؤلمة ولا تسبب الحكة، لكنها مرتبطة عادةً بارتفاع مستويات الكوليسترول وتُشير إلى وجود دهون في الدم، رغم أنها قد تُظهر حتى لدى من يشعرون بالصحة الجيدة.
حلقة رمادية باهتة أو بيضاء حول القزحية، تعرف بــ قوس القرنية، وفي الشباب قد تشير إلى ارتفاع الكوليسترول بسبب تراكم الدهون في القرنية؛ غالبًا لا تؤثر على الرؤية ولكن وجودها قد يستدعي فحص مستويات الكوليسترول خاصة إذا كان العمر دون الأربعين.
رؤية ضبابية أو متغيرة باستمرار قد تكون مزعجة وتنتج عن تغيرات في عدسة العين عندما يتغير مستوى السكر في الدم، فارتفاعه أو انخفاضه قد يزعزع تركيز الضوء ويؤدي إلى تشوش مؤقت في الرؤية وقد تتحسن الرؤية عند استقرار السكر.
احمرار مستمر في العين أو ظهور أجسام عائمة أو وميض ضوئي أو فقدان مفاجئ للرؤية يشير إلى تلف في الأوعية الدقيقة بالشبكية، وهو ما يعرف اعتلال الشبكية السكري، ويمكن أن يتفاقم دون أعراض في المراحل المبكرة ويهدد البصر إذا لم يعالج.
لماذا ملاحظة هذه العلامات أمر مهم؟
لأن العينين تتيحان للأطباء رؤية الأوعية الدموية مباشرة، فالتغيرات التي قد تكون خفية في أماكن أخرى من الجسم قد تظهر بوضوح في العينين؛ وكلما تم اكتشاف ارتفاع الكوليسترول أو مرض السكري مبكرًا، كان من الأسهل التحكم فيه عبر تغييرات بسيطة في النمط الحياتي وعلاج مناسب في الوقت المناسب.
وتذكر أن ليس كل تغير في العين يعني وجود مشكلة خطيرة، لكن الاستماع إلى إشارات الجسد والمتابعة مع الطبيب يظل أمرًا ضروريًا، فالعينان لا تكونان مجرد أداة للرؤية بل قد تنذرانك بما يحدث في جسمك.
