تعلن شركة فايزر عن فعالية توعوية حول التطعيم أثناء الحمل كإجراء وقائي حديث يهدف إلى حماية الأطفال حديثي الولادة من الأمراض التنفسية الخطيرة، وعلى رأسها فيروس RSV المخلوى التنفسي الذي ينتقل عبر الهواء ويصيب الجهاز التنفسي عند الأطفال.
يصل RSV إلى جميع الأطفال تقريبًا بحلول عمر عامين، وتظهر معظم الحالات أعراض بسيطة، في حين قد يعاني البعض من مرض شديد، وقد تترتب عليه مضاعفات تؤثر في الرئة وتزيد من احتمال الحاجة إلى الرعاية الصحية المكثفة، كما يمكن أن يترك آثاراً صحية محتملة على المدى الطويل.
جلسة نقاش وتوصيات وطنية
عُقدت فعالية توعوية شارك فيها ممثلون عن المجلس القومي للطفولة والأمومة والجمعية المصرية للارتقاء بممارسات طب الأطفال والجمعية المصرية لأمراض النساء والتوليد، حيث شدد الحاضرون على أهمية رفع الوعي الصحي وتصحيح المفاهيم المغلوطة، ودعم الجهود الوطنية لحماية صحة الأمهات والأطفال من المخاطر التنفسية.
قال الدكتور أحمد البلدي، أستاذ طب الأطفال بجامعة القاهرة ورئيس الجمعية المصرية للارتقاء بممارسات طب الأطفال، إن RSV يسبب مشاكل صحية كبيرة للمواليد، وأظهرت الدراسات أن نحو 70% من المواليد يحتاجون إلى دخول المستشفى خلال الأشهر الأولى بسبب الإصابات الفيروسية، كما أن ضعف المواليد وانخفاض أوزانهم يجعل المضاعفات الصحية أكثر شدة.
وأوضخ أن عدوى الفيروس المخلوى التنفسي تقترب من 60–80% من حالات التهابات مجرى الهواء السفلي لدى الرضع، وتصل إلى نحو 40% من حالات الالتهاب الرئوي للأطفال، وأن الإصابة المبكرة قد ترفع مخاطر تكرار مشاكل التنفّس مثل الربو والاضطرابات التنفسية لاحقاً في الحياة إذا لم تُعالج الوقاية بالشكل المناسب.
وذكر الدكتور محمد ممتاز، أستاذ أمراض النساء والتوليد ومؤسس وحدة طب الجنين ورئيس الجمعية المصرية لأمراض النساء والتوليد، أن الدراسات الدولية منذ ستينات القرن الماضي أثبتت أن اللقاح يمكن أن يمنح الأم حماية للجنين من المضاعفات الصحية التي يسببها RSV، وهو فيروس يصيب الأطفال والكبار، وأن عدم التطعيم أثناء الحمل قد يسبب مضاعفات خطيرة تصل إلى فشل في التنفس ودخول الرعاية المركزة، بينما تصبح الأعراض عند التطعيم والتعرض للفيروس في فترة الحمل أخف لدى المواليد.
وأوضح الدكتور أحمد رامي، أمين عام الجمعية المصرية لأمراض النساء والتوليد، أن التطعيم للحامل ضد RSV موصى به لحماية حديثي الولادة، ويؤخذ بجرعة واحدة في آخر الشهر السابع من الحمل، حيث تمر الأجسام المضادة عبر المشيمة لتمنح الرضيع حماية حتى عمر ستة أشهر. ويتوافر اللقاح حالياً في الصيدليات، بينما لم يُدرج بعد في البرنامج الوطني للقاحات.
وقالت الدكتورة هيا نظيف، نائبة رئيس المجلس القومي للطفولة والأمومة وأستاذة طب الأطفال، إن المجلس يطمح إلى دعم جميع السياسات المعنية بصحة الأم والطفل، ويؤكد أن التثقيف الصحي للأمهات أمر حيوي، نظراً لمسؤوليتهن في توفير بيئة صحية لأطفالهن والتنبيه المبكر عند وجود أي اعتلال صحي، لذا يُعنى المجلس بتنظيم حملات توعوية ومكافحة المعلومات المغلوطة لضمان حماية الأطفال.
من جهتها أوضحت الدكتورة نوران حجاج، المديرة الطبية الإقليمية لشركة فايزر في مصر والسودان ودول المشرق العربي والعراق، أن الشركة تسعى إلى ابتكار وتطوير اللقاحات واللقاحات الوقائية من الأمراض المعدية، وتعمل مع المؤسسات والجمعيات الطبية لتصحيح المفاهيم الخاطئة عن لقاحات الحمل، بما يسهم في حماية الأم والجنين من أمراض مثل RSV والوقاية من مضاعفاتها.
تشير التقديرات الدولية إلى أن نحو 3.3 مليون طفل يدخلون المستشفى كل عام بسبب عدوى الجهاز التنفسي السفلي الناتجة عن RSV، في حين تتراوح وفيات الأطفال دون الخامسة بين 26,300 و101,400 حالة سنوياً، وتترك معظم هذه الحالات أثرها في البلدان النامية ذات الدخل المنخفض والمتوسط.
