يُعد تورم الكاحلين تغيرًا جسديًا قد يمر به الكثيرون دون ملاحظة، وهو ليس مجرد مشكلة سطحية بل قد يشير إلى تغيّر في الدورة الدموية أو وظائف الأعضاء وخطره يزداد مع استمرار المشكلة وعدم الانتباه.
ينتج التورم عن عوامل يومية مثل رحلة طويلة بالسيارة أو الوقوف مطولاً أو ارتفاع درجات الحرارة، وعادةً يختفي من تلقاء نفسه حين يستريح الشخص أو يرفع القدمين، لذا يراه الكثيرون كأمر عابر لا يستدعي العلاج الطبي.
يُعد التورم ليس مجرد مظهر بل قد يعكس تغيرات في الدورة الدموية أو وظائف الأعضاء، وقد يتطور بلا أعراض ملحوظة مع وجود أمراض مزمنة ونمط حياة خامل.
علامات مبكرة وتجاهلها
تظهر علامات بسيطة في الكاحل والقدم بعد يوم طويل من النشاط، منها تورم بسيط قرب الكاحل، وجود انتفاخ عند الضغط لإزالة الجوارب، وبريق الجلد أو شدته حول الكاحل، والشعور بثقل أو ضيق دون ألم شديد، ويختفي التورم عادة بعد راحة أو رفع الساقين.
ما الذي قد يشير إليه التورم
يُعد التورم علامة على احتباس السوائل داخل الجسم نتيجة اضطراب في الدورة الدموية أو وظائف أعضاء أخرى، وتكون الأسباب سهلة بسبب جاذبية الأرض، لكنها تصبح أكثر احتمالًا عندما تكون الدورة الدموية ضعيفة أو وظائف الكلى والكبد غير متوازنة.
تشمل الأسباب المحتملة القصور الوريدي المزمن حيث تعيب صمامات الأوردة وتجمع الدم في الساقين، ومشكلة في القلب تمنع ضخ الدم بشكل كافٍ، وأمراض الكلى أو الكبد التي تؤثر على توازن السوائل والبروتين، والالتهابات الناتجة عن إصابة أو عدوى أو التهاب مفاصل، إضافة إلى تأثير أدوية مثل أدوية ارتفاع ضغط الدم أو الستيرويدات.
كيفية تقييم وتشخيص تورم الكاحل
يبدأ التقييم بفحص حجم وشكل الساقين وملمس الجلد وعمق التجويف المتبقي عند الضغط، مع استعراض التاريخ الطبي والعادات والتغيرات الصحية الأخيرة، ثم يلزم إجراء فحوصات لوظائف الكلى والكبد وتحديد مستوى البروتين في الدم، وربما تحليل بول للبحث عن بروتين أو سوائل غير طبيعية، وفي حال وجود شك في الدورة الدموية أو وظيفة القلب قد يلجأ الطبيب إلى فحوصات مثل الموجات فوق الصوتية أو تخطيط صدى القلب.
مضاعفات تجاهل التورم
يتفاقم السبب الأساسي عند تجاهل التورم أو اعتباره مجرد نمط حياة صحي، فيواصل الاحتباس الممتد للسائل مما يرفع احتمال تفاقم أمراض القلب أو الأوعية الدموية، وتزداد مخاطر عدوى الجلد وظهور قرح الساق، كما قد تضعف الحركة وتتغير جلد الساق وتصبح مشاكل الكلى والكبد أكثر صعوبة إذا وصلت الحالات إلى مراحل متقدمة.
كيفية علاج تورم الكاحل
يتركز العلاج على معالجة السبب الأساسي وراء التورم، ومع الوصول المبكر إلى العلاج يتحسن الوضع مع الراحة وزيادة الحركة، وتتنوع خيارات العلاج بين استخدام أدوية موجهة لاضطرابات القلب أو الكلى أو الكبد، وتعديل أدوية قد تكون مسؤولة عن التورم، وارتداء الملابس الضاغطة التي تساعد في تدفق الدم عبر الأوردة، كما يسهم تعديل نمط الحياة من حركة منتظمة ورفع الساقين والتحكم في الوزن في تقليل التورم ومراقبة الوضع لمنع تفاقم المرض.



