يبدأ التورم في الكاحل غالبًا بشكل تدريجي، قد ينتج عن رحلة طويلة بالسيارة، أو الوقوف لفترات طويلة، أو الطقس الحار، وعادة ما يختفي من تلقاء نفسه ولا يستدعي طلب المساعدة الطبية الفورية، فهذه الظاهرة كثيرًا ما يتجاهلها الناس ويكتفون بتأجيل العلاج.
ليس مجرد مشكلة سطحية، بل قد يشير إلى تغيّر في الدورة الدموية ووظائف الأعضاء، وهو أمر تزداد أهمية فهمه مع انتشار المشاكل الصحية المزمنة ونمط الحياة الخامل، حيث يصبح التورم علامة محتملة لحالة صحية داخلية تحتاج إلى متابعة.
علامات مبكرة وتجاهلها
قد يظهر التورم كزيادة بسيطة في حجم الكاحلين أو القدمين بعد يوم طويل، وعند الضغط على الجلد لإزالة الجوارب أو الأحذية قد يترك أثرًا انبعاجيًا.
كما يظهر الجلد حول الكاحل بشكل لامع ومشدود، وتزداد مشاعر الثقل والضيق والخمول دون ألم حاد،
وعادة ما يختفي التورم مع الراحة لليلة أو عند رفع الساقين.
ما الذي قد يشير إليه تورم الكاحل؟
على الرغم من وضوحه، يعكس تورم الكاحل عمليات داخل الجسم تؤثر على توزيع السوائل، وتُسهل الجاذبية تراكم السوائل في أجزاء الجسم الأقرب للأرض، خصوصًا عندما تكون الدورة الدموية ضعيفة أو وظيفة الأعضاء متعطلة.
تشير الأسباب المحتملة إلى تراكم السوائل: القصور الوريدي المزمن بسبب ضعف صمامات الأوردة في الساقين، وأمراض القلب التي تعيق ضخ الدم، وأمراض الكلى التي تخل بتوازن السوائل والصوديوم، وأمراض الكبد التي تقلل البروتينات في الدم وتسمح بتسرّب السوائل إلى الأنسجة، والالتهاب الناتج عن إصابة أو عدوى أو التهاب المفاصل، إلى جانب آثار جانبية لبعض الأدوية كأدوية الضغط والهرمونات والستيرويدات.
كيفية تقييم وتشخيص تورم الكاحل
يقوم الطبيب بتقييم التورم بالعملية التي تتجاوز مجرد وجود سوائل، حيث يحدّد ما إذا كان التورم محليًا أم عرضًا لحالة عامة تؤثر على القلب والكبد والكلى والأوعية الدموية.
يتم فحص الساقين من حيث الحجم والشكل وملمس الجلد وعمق التجويف بعد الضغط، وتكمل هذه الفحوصات بمراجعة تاريخ المريض وعاداته وتغيراته الصحية الأخيرة، ثم تجرى اختبارات لوظائف الكلى والكبد وتقييم مستوى البروتين في الدم، كما قد يفحص الطبيب عينة بول للبحث عن وجود سوائل أو بروتين بشكل غير طبيعي، وتُستخدم تقنيات حديثة مثل الموجات فوق الصوتية أو تخطيط صدى القلب عند وجود شك في الدورة الدموية أو وظيفة القلب.
لماذا قد يؤدي تورم الكاحل غير المعالج إلى مضاعفات خطيرة؟
قد يؤدي تجاهل تورم الكاحل إلى مضاعفات خطيرة عندما تتفاقم الأسباب الكامنة دون متابعة طبية، فاستمرار تراكم السوائل قد يفاقم أمراض القلب أو الأوعية الدموية، وتزداد احتمالات الإصابة بالالتهابات الجلدية وتمدُّد الجلد وتضعفه.
كما قد تظهر قرح الساق وتقل القدرة على الحركة بسبب الألم أو الثقل، وتتطور تغيرات جلدية دائمة في اللون والسمك، وقد يتأخر تشخيص أمراض الكلى أو الكبد عندما تكون في مراحل متقدمة.
كيفية علاج تورم الكاحل
عند تحديد السبب يقوم العلاج بشكل أساسي على معالجة السبب الكامن وراء التورم وليس الظاهر وحده، فمع العلاج المبكر والصحيح يمكن أن يتباطأ تطور المرض ويستفيد المريض من الراحة وزيادة الحركة، وتشمل خيارات العلاج العلاج الدوائي للاضطرابات القلبية أو الكلوية أو الكبدية التي تعد الأسباب الأساسية للاحتباس، كما قد يوصي الأطباء بتغيير أو تعديل جرعات الأدوية التي قد تسبب التورم، إضافة إلى ارتداء الملابس الضاغطة التي تساهم في تدفق الدم عبر الأوردة، وتبنّي إجراءات يومية مثل الحركة المنتظمة ورفع الساقين ومراقبة الوزن ومواصلة المتابعة الطبية لمنع التورم من التحول إلى علامة على تفاقم المرض.



