ذات صلة

اخبار متفرقة

وزارة الري تنهي منظومة التراخيص الإلكترونية للمياه الجوفية وتُرقّم أصول الوزارة

أعلنت وزارة الموارد المائية والري عن تحقيق طفرة في...

وفاة سائق جراء سقوط سيارة نقل من أعلى دائري الطالبية واشتعال النيران بعقار سكنى

سقطت تريلا من أعلى دائري المريوطية عقب اصطدامها بثلاث...

التأمينات الاجتماعية تتيح تعديل جهة صرف المعاش قبل صرف معاشات يناير

إتاحة تعديل جهة صرف المعاش يمكن تغيير جهة الصرف عبر...

تنبأت بفيروس كورونا.. نبوءات صادمة للعرافة بابا فانغا لعام 2026

التنبؤات التي أثارت الجدل مجددًا تثير توقعات بابا فانجا، العرافة...

متى يجب التوجه إلى المستشفى عند الشعور بألم في البطن؟

ملخص عام لألم البطن وأهميته في التمييز بين الحالات يبدأ...

الأمراض المزمنة تقف وراء أغلب حالات قصور القلب

من أمراض الشرايين إلى أمراض التمثيل الغذائي

أصبح فشل القلب نتيجة طبيعية لانتشار مرضين مزمنين يزدادان في كل مكان: السكري والسمنة، فبدل أن يظل مقصورًا على كبار السن أو أزمات قلبية حادة، صار ارتباطه بمتلازمة أيضية شاملة أساسيًا في الوقاية والعلاج.

أدى هذا التغير في خريطة الأسباب إلى إعادة نظر الأطباء في الوقاية والعلاج، ففشل القلب لم يعد حكراً على النوبات القلبية بل أصبح أحد المظاهر المتأخرة لمتلازمة أيضية شاملة.

مفارقة طبية: انخفاض الأزمات القلبية وارتفاع فشل القلب

تظهر هذه المفارقة عندما تنخفض معدلات احتشاء عضلة القلب في الدول المتقدمة نتيجة التطور في العلاج، وفي الوقت نفسه يواصل عدد المصابين بفشل القلب ارتفاعه. يلاحظ الخبراء أن النظام الصحي يواجه وباءًا خفيًا يعزز نمط الحياة القائم على قلة الحركة والوجبات عالية السعرات.

تشير الإحصاءات إلى أن عوامل الخطر التقليدية مثل الكوليسترول وضغط الدم تراجع أثرها، بينما ارتفعت السمنة وازدادت اضطرابات السكر بين المرضى، كما تتزايد نسبة المصابين بفشل الكلى المزمن بينهم، وهو ما يصعّب العلاج ويزيد من صعوبات السيطرة على المرض.

كيف يؤدي السكر والسمنة إلى إنهاك القلب؟

يسبب ارتفاع سكر الدم المستمر تدمير جدران الأوعية الدقيقة داخل القلب، ما يقلل كفاءة ضخ الدم ويؤدي تدريجيًا إلى ضعف العضلة القلبية حتى في غياب انسداد الشرايين التاجية.

تزيد السمنة عبء العمل على القلب، فالجسم الأكبر يحتاج ضخ دم أكثر لتغذية الأنسجة، كما أن تراكم الدهون حول القلب وفي داخله يعطل الانقباض مع مرور الوقت، فيتحول الوضع إلى قصور قلب بسبب الأسباب الأيضية.

فرص الوقاية

يُدرك الأطباء أن الوقاية من قصور القلب تبدأ قبل سنوات من ظهور الأعراض. فكل زيارة لعيادة السكر أو السمنة تمثل فرصة للكشف المبكر عن علامات اعتلال القلب.

توصي الإرشادات الحديثة بدمج تعديل نمط الحياة مع العلاج الدوائي، لا سيما باستخدام مثبطات SGLT2 وناهض GLP-1، التي أظهرت فوائد مزدوجة في خفض السكر وحماية عضلة القلب في الوقت نفسه.

كما تُطرح خيارات علاجية لسمنة شديدة، مثل جراحات إنقاص الوزن، التي لا تحسن جودة الحياة فحسب بل تقلل بشكل ملحوظ من خطر فشل القلب في المستقبل.

تحديات العلاج في الواقع العملي

تزداد صعوبة التعامل مع فشل القلب عندما يتزامن مع أمراض مزمنة أخرى مثل السكري والكلى وارتفاع ضغط الدم، فكل حالة تتطلب علاجًا خاصًا، وقد يؤدي تداخل الأدوية إلى مشاكل إضافية.

يستلزم التنسيق بين الأطباء وتثقيف المرضى لضمان أن العلاج الموجّه بالإرشادات لا يتعطل.

يظل الطبيب في يقظة دائمة، ويُفترض أن يشخّص قصور القلب عند مريض بدين أو سكري يعاني ضيق التنفس أو انخفاض القدرة على بذل الجهد.

مفهوم جديد للوقاية القلبية

تدعو النتائج الحديثة إلى اعتماد مفهوم وقاية أشمل لا تقتصر على منع انسداد الشرايين بل تشمل السيطرة على العوامل الأيضية التي ترهق القلب ببطء.

يمثّل فقدان كل جرام من الوزن وتحسن مستوى السكر خطوة حقيقية نحو حماية القلب من القصور المزمن.

أصبح المستقبل الطبي لفشل القلب لا يقتصر على غرف العناية المركزة بل يبدأ في عيادات التغذية والغدد الصماء، فمواجهة السمنة والسكر اليوم تعني إنقاذ القلب.

spot_img
spot_imgspot_img

تابعونا على