حثّ الخطيبُ اليوم المسلمين على تقوى الله وشكره في السراء والصبر على أقداره في الضراء، وأشار إلى أن شرف العلم يرتبط بشرف المعلوم، فالعلم الأفضل والأشرف هو العلم بالله، وبقدر معرفة العبد بخالقه يتسع إيمانه وخشيته.
ولايتا الله وتفسيرهما
بيّن أن الله وليّ الخلق بولايتين: عامة تشمل المؤمن والكافر والبر والفاجر، فهو خالقهم ومالكهم ومدبّر أمورهم، والعباد جميعًا تحت ولايته وتدبيره. أما الولاية الخاصة فهي ولاية المحبة والتأييد والنصرة والحفظ والتوفيق والهداية، وهي خاصة بالمؤمنين وعباد الله الصالحين.
جهاد النفس وسبيل الهداية
وأضاف أن المؤمن يجاهد نفسه ويلتمس هداية ربه، فإذا أذنب عاد إلى وليّه تائبًا، وهو مبيّنٌ أن من تولاه الله اجتباه وأكرمه وهداه، مستشهدًا بقصة نبي الله يوسف عليه السلام، وكيف تولاه الله في الشدائد حتى بلغ أعلى مراتب العز والتمكين.
الإخلاص في الأعمال واستشعار النصر الإلهي
وأوضح إمام المسجد الحرام أن من كان الله وليّه أخلص العمل لله وجاهد نفسه على الطاعة، حتى تكون حركاته وسكناته خالصة لوجه الله تعالى، مطمئنَّ القلب، واثقًا بنصرة ربه، في حصن حصين وركن شديد.
منزلة أولياء الله وسبيل القرب إليهم
وأكد أن الله تعالى بيّن في كتابه أوصاف أوليائه المتقين ورفيع منزلتهم، وأن ولايتهم تكون بحسب إيمانهم وتقواهم، مبينًا أن أحب ما يتقرب به العبد إلى الله أداء الفرائض ثم الإكثار من النوافل حتى ينال محبة الله.
الاعتدال في باب الولاية والتحذير من الغلو
وحذر من الغلو في باب الولاية، مبينًا أن بعض الناس وقعوا في أخطاء عقدية حين لم يوازنوا أعمالهم بميزان الكتاب والسنة وفهم سلف الأمة، فدعوا الأولياء من دون الله واستغاثوا بهم، مؤكدًا أن الأولياء عبادٌ مكلفون لا يُصرف لهم شيء من أنواع العبادة، ولا تُتخذ قبورهم أماكن للعبادة.
خاتمة: الاعتدال والمحبة والدعاء للمسلمين
وختم تأكيده على أن الصواب في هذا الباب هو الاعتدال، فلا إفراط ولا تفريط، بمحبة الأولياء في الله، والترضي عليهم، والترحم عليهم، وسؤال الله أن يجمع المسلمين بهم في جنات النعيم.
