نجح فريق الرعاية الطبية في مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالتخصصي في إنقاذ حياة مراجع يبلغ من العمر 75 عاماً من خلال إجراء ناجح باستخدام أحدث تقنيات القسطرة والأشعة التداخلية لعلاج تضخم شديد ونادر في الشريان الأورطي البطني يعرف باسم “أم الدم” وفق تشخيص الدكتورة أمامه الموسى استشارية جراحة الأوعية الدموية والأشعة التداخلية ورئيسة الفريق الطبي المعالج، الحاصلة على البوردين الكندي والأمريكي.
التشخيص والتقييم الأولي
وصل المراجع إلى قسم الطوارئ وهو يعاني من آلام حادة في البطن والظهر مع نبض محسوس أسفل البطن وإعياء شديد وسرعة في نبضات القلب والدوخة المستمرة، فجرى فحصه سريرياً وتقديم الإسعافات اللازمة على الفور، وأظهرت القياسات انخفاضاً واضحاً في ضغط الدم وارتفاعاً في معدل ضربات القلب ما أشير إلى حالة طارئة تستدعي تدخلًا سريعاً.
خضع المراجع لسلسلة فحوصات دقيقة، بما فيها الأشعة المقطعية بالصبغة والتحاليل المخبرية، وأظهرت النتائج تضخماً شديداً في الشريان الأورطي البطني، وهو ما يعرف طبياً بـ”أم الدم” وهو من الحالات النادرة والخطيرة التي تهدد الحياة. وقد جرى إدخاله إلى العناية المركزة وتقديم العلاج المحافظ وإجراء الفحوص القلبية والمخبرية اللازمة، مع اتخاذ القرار بسرعة التدخل العلاجي عن طريق تقنيات القسطرة المتطورة واستبعاد الفتح الجراحي، مع تجهيز الدعامات بالمقاسات المطلوبة وفق القياسات الدقيقة التي كشفتها الأشعة.
التدخل العلاجي وتكنولوجيا القسطرة
استغرقت العملية ساعتين، حيث تم وضع دعامات متقدمة ومصممة خصيصاً لإصلاح الشريان الأورطي دون اللجوء إلى الجراحة المفتوحة، فأُعيد ترميم الشريان الأورطي ومنع تمزقه بنجاح دون أية مضاعفات بحمد الله.
مرحلة ما بعد العملية والمتابعة
نُقل المراجع بعد العملية إلى العناية المركزة لمدة يوم واحد ثم إلى جناح التنويم لمدة يومين إضافيين، وخلال هذه الفترة أظهرت الفحوص تحسناً ملحوظاً، وبدأ يتحرك بشكل طبيعي دون ألم، ثم خرج من المستشفى وهو في صحة جيدة، وجرى متابعته في العيادة بعد أسبوعين حيث تحسنت حالته بشكل ممتاز وعاود ممارسة حياته بشكل طبيعي.
نصائح وقائية وخاتمة
وفي ختام الحديث نصحت الدكتورة أمامه بأهمية الفحوص الطبية المبكرة لمن تجاوزوا سن الستين، خاصة المدخنين والمصابين بارتفاع ضغط الدم أو من لديهم تاريخ عائلي للإصابة بأمراض الأوعية الدموية. وأوضحت أن فحص الأشعة فوق الصوتية إجراء بسيط وسريع وغير مؤلم، ويمكنه الكشف عن تمدد الشريان الأورطي في مراحله الأولى قبل أن يصبح خطراً يهدد الحياة. كما أشادت بالتعاون بين أقسام المستشفى ووجهت الشكر لأطقم العناية المركزة والأشعة والتخدير والتمريض والطوارئ.
