ملامح جيولوجية رئيسية في القويعية
تُعَد محافظة القويعية من أبرز مناطق المملكة ثراءً جيولوجيًا، لما تحتويه من تنوّع صخري ومعادن ثمينة تعود لمئات ملايين السنين.
وأوضح أن القويعية وما جاورها تحتوي على مكاشف نارية ومتحولة تُعَد من أقدم صخور الدرع العربي، بعمر يعود إلى ما قبل 542 مليون سنة، ما يمنح المنطقة بعداً تاريخياً جيولوجياً استثنائيًا.
ويتنوع التكوين الصخري في المحافظة بين التونولايت، الجرانودايوريت، الجابرو، وصخور البيروكسين، إلى جانب وجود طبقات رسوبية دقيقة من الأحجار الرملية والجيرية والطفل الأخضر في مواقع مثل الشجراء وعنيزة وخف، إضافة إلى مكاشف متكونة في منطقة الخنيقية.
تمثل القويعية نموذجاً جيولوجياً نادراً لتقاطع صخور الدرع العربي مع صخور الرف العربي الرسوبية، مما يجعلها وجهة مثالية للباحثين وطلاب الجيولوجيا بسبب التباين والتنوع في التكوينات.
وتظهر التراكيب الجيولوجية في المنطقة قواطع وصدوع وطيّات، ومن أبرزها طية مزعل (جبل الشقراء)، التي تعتبر معلماً علمياً مهماً في دراسات البناء الجيولوجي.
وتوفر مكاشف الصخور في القويعية فرصاً ميدانية لدراسة المعادن والتعرّف على خصائص الصخور الرسوبية وما تمثله في تخزين المياه الجوفية والنفط والغاز، ما يحوّل المنطقة إلى مختبر جيولوجي طبيعي مفتوح.
في المعادن الاقتصادية، تُظهر منطقتا الأمار والخنيقية وجود معادن ثمينة مثل الذهب والفضة والنحاس والمنجنيز والزنك، إلى جانب عشرات المناجم القديمة التي استُخرجت منها هذه المعادن منذ العصور القديمة. كما نُفي وجود الفوسفات في صخور القويعية، مؤكداً أن بيئة تكوّنه تقتصر على شمال غرب المملكة.
وأكد أن المنطقة مرت بعمليات جيولوجية كبرى شملت تصادم القشرة الأرضية والتصدعات والضغوط والحرارة العالية، ما أدى إلى تشكّل صخور متحولة ومعادن متعددة.
ويقع إقليم الرين الممتد من الأمار إلى الخنيقية ضمن هذا القطاع، وهو من أهم الأقاليم الجيولوجية في شرق الدرع العربي، ويعرف بتنوع تراكيبه وغنى دراساته الميدانية.
وفي ختام حديثه، شدد الدكتور عبدالعزيز بن لعبون على أن الخنيقية تُعد منجماً تاريخياً واسعاً، ولا تزال آثار المناجم القديمة فيه قائمة، شاهدة على عمق التاريخ المعدني في القيجوعية.
