اختُتمت هيئة الأدب والنشر والترجمة النسخة الخامسة من مؤتمر الرياض الدولي للفلسفة 2025، الذي نظّمتها الهيئة على مدى ثلاثة أيام في مكتبة الملك فهد الوطنية، تحت عنوان “الفلسفة بين الشرق والغرب: المفاهيم، والأصول، والتأثيرات المتبادلة”، بحضور واسع من المفكرين والباحثين والمهتمين بالفلسفة من داخل المملكة وخارجها. تميزت النسخة الخامسة ببرنامج علمي رصين تناول أبرز قضايا الفلسفة ومقارباتها المعاصرة، وبرزت النقاشات حول طبيعة التفلسف وطرائده في الشرق والغرب، واستُعرضت مفاهيم المحاكاة والوجود والمسافة الفلسفية ودورها في تشكيل المعنى وتطور المدارس الفكرية. كما أكدت الجلسات أن سؤال الأصل يشكل مدخلاً رئيسياً لفهم تطور المفاهيم حتى العصر الحديث. وتناولت الجلسات أيضاً علاقة الفلسفة بالمطلق والأخلاق والتحولات في الفكر المعاصر، إضافة إلى ضرورة إعادة بناء إطار معرفي موحّد يعيد للفلسفة قدرتها على قراءة الواقع وتفسير تعقيداته، وناقشت الجلسات ماهية التفلسف ووجهيه النظري والعملي، وأهمية الأدوات المنهجية في إنتاج المفاهيم وتحليل الإشكالات، إضافة إلى مستقبل تعليم الفلسفة في العالم العربي وتنمية مهارات التفكير النقدي.
اليوم الأول من المؤتمر
تضمّن اليوم الأول جلسات حوارية تركزت على التفلسف وطرائقه في الشرق والغرب، واستُعرضت مفاهيم المحاكاة والوجود والمسافة الفلسفية ودورها في تشكيل المعنى وتطور المدارس الفكرية. وتناول اللقاء أيضاً سؤال الأصل كمدخل لفهم تطور المفاهيم حتى العصر الحديث، وتطرّقت الجلسات إلى علاقة الفلسفة بالمطلق والأخلاق والتحولات التي شهدها الفكر المعاصر، إضافة إلى أهمية إعادة بناء إطار معرفي موحّد يعيد للفلسفة قدرتها على قراءة الواقع وتفسير تعقيداته، كما ناقشت جوانب نظرية التفلسف ووجهيه النظري والعملي.
اليوم الثاني من المؤتمر
ناقشت جلساته مسارات التداخل بين الفلسفات الشرقية واليونانية، وعودته إلى الاهتمام بالفكر الشرقي منذ سبعينيات القرن الماضي، إضافة إلى استعراض أثر ابن سينا والحوار القرآني كنموذجين فلسفيين في بناء المعنى ومنطق الحجة. كما بحثت الجلسات في نظرية الفعل التواصلي وأطر العدالة والاحترام في الحوار، وأثر اللغة العربية في تشكيل المفهوم الفلسفي وصياغة المصطلحات وتنظيم الخطاب الحجاجي.
اليوم الختامي
شهد اليوم الختامي نقاشات موسّعة حول التفاعلات الفلسفية بين الشرق والغرب في العصور الحديثة وتحولات المشهد الفلسفي المعاصر، عبر جلسات تناولت قضايا الجيوفلسفة وبناء الجسور المعرفية وأدب الطفل والفلسفة. واستضاف المؤتمر المفكر العالمي الدكتور جون أرمسترونغ في جلسة عن مستقبل الجمال، إضافة إلى جلسات تبحث التعايش الفكري واللغة المشتركة بين المدارس الفلسفية وتفاعل الفلسفات الشرقية والغربية مع القضايا المعاصرة.
المناظرات الطلابية والتكريم النهائي
كما استضاف المؤتمر سلسلة من المناظرات الفلسفية شارك فيها طلاب وطالبات الجامعات السعودية على مدى ثلاثة أيام من الحوار الرصين وطرح مقاربات فكرية، وانتهت المنافسة النهائية بفريق فاز وتكريم من الرئيس التنفيذي للهيئة الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز الواصل، تعبيراً عن دعم الهيئة للطاقات الشابة وتمكينها.
ورش العمل والتدريب المعرفي
طوال أيام المؤتمر الثلاثة عُقدت ورش عمل ناقشت موضوعات الحجاج الفلسفي والتحديات المعرفية الحديثة وطرائق استلهام التراث الفلسفي في بناء رؤى فكرية معاصرة، ما أتاح للمختصين والمهتمين مساحة تدريبية لتعزيز تطبيق الفلسفة في الواقع. كما شارك نحو 60 متحدثاً من فلاسفة ومفكرين وباحثين من دول مختلفة، وتضمنت أكثر من 40 جلسة حوارية، واستقبلت أكثر من 7000 زائر، ما يعكس تزايد الاهتمام بالفلسفة والعلوم الإنسانية في المملكة.
ختام المؤتمر وتداعياته
اختُتمت أعمال المؤتمر وسط إشادة واسعة بالمحتوى العلمي وبجودة النقاشات، مُؤكِّدةً أن المؤتمر سيظل منصة فلسفية عالمية تعزز صناعة الوعي وتدعم دور المملكة في قيادة المشهد الفكري والثقافي إقليميًا ودوليًا، بما يتسق مع أهداف رؤية السعودية 2030 في دعم المعرفة وبناء الإنسان.



