اليوم العالمي للتطوع بالرياض يبرز مبادرات نوعية وتوسعًا في العمل التطوعي
أُقيم اليوم العالمي للتطوع اليوم الجمعة 5 ديسمبر 2025م في فندق الريتز كارلتون بالرياض بحضور واسع من الجهات الحكومية وغير الربحية، إلى جانب خبراء ومختصين في العمل التطوعي من مختلف مناطق المملكة، مع عرض مبادرات نوعية وتأكيد على ارتفاع مؤشر التطوع إلى مستويات قياسية.
أوضح محمد الزهراني، مدير الاتصال المؤسسي بمجلس الجمعيات الأهلية بمنطقة الرياض، أن المجلس يعمل وفق ثلاثة أدوار رئيسية تشمل تمثيل الجمعيات أمام الجهات الحكومية والخاصة، وتنسيق الجهود بين المنظمات ذات العلاقة، وتمكين الجمعيات عبر برامج تهدف إلى رفع كفاءتها وتكامل أعمالها.
أوضح الزهراني أن منطقة الرياض تضم 1279 جمعية تعمل في مسارات وتخصصات مختلفة عبر 22 محافظة، مبينًا أن مستهدف 2030 يتمثل في الوصول إلى 10 آلاف منظمة غير ربحية على مستوى المملكة بين جمعيات ومؤسسات وصناديق عائلية.
وذكر أن المجلس يقود جهودًا نوعية في العمل التطوعي، مشيرًا إلى وجود أكثر من 100 مشروع تطوعي وأكثر من 1000 متطوع يعملون في مسارات متعددة، مؤكدًا: “حققنا مستهدف مليون متطوع قبل 2030، وبلغنا اليوم أكثر من مليون ونصف متطوع، ونتجه لمزيد من النمو بإذن الله.”
وذكر ضيف الله بن علي الحازمي، الرئيس التنفيذي لجمعية الإحسان الطبية الخيرية بجازان، أن الجمعية — التي يتجاوز عمرها 18 عامًا — تعتمد بشكل كبير على العمل التطوعي في تنفيذ مشاريعها الصحية عبر ستة مسارات رئيسية، أبرزها مشروع سند لدعم المرضى المحتاجين بالأجهزة الطبية، ومشروع سفير لنقل مرضى غسيل الكلى من منازلهم إلى المستشفيات، ومشروع شفاء لتوفير العمليات والعلاج والأدوية بالشراكة مع جهات صحية، واستشاري الزائر لاستهداف المرضى غير القادرين على الوصول للمراكز الصحية، وبرنامج عيادتي لنقل العيادات والمختبرات إلى المحافظات والمناطق الطرفية.
وكشف الحازمي أن الجمعية قدمت خلال مسيرتها خدمات طبية تجاوزت عدد مستفيديها 1.3 مليون شخص، عبر عمليات وجراحات قلب وتشخيص أمراض وغيرها، بجهود أكثر من 50% من الكوادر التطوعية الاحترافية من الاستشاريين والمتخصصين في 18 اختصاصًا طبيًا.
وتشير فرق الإحسان إلى أنها تزور 16 محافظة في جازان بمعدل زيارات منتظمة لتقديم الدعم والخدمات الصحية للمرضى المحتاجين، مؤكدة أنها من المجتمع وله وتقبل أي فكرة تسهم في تحسين جودة خدماتها.
ووتضمنت فعاليات اليوم جلسات حوارية وورش عمل متخصصة تناولت واقع العمل التطوعي واتجاهاته الحديثة ودور التقنية والتمكين في رفع كفاءة المتطوعين، إلى جانب معرض مصاحب شاركت فيه جهات حكومية وغير ربحية لاستعراض مبادراتها وتجاربها في خدمة المتطوعين والمستفيدين.
وأكد المشاركون أن الفعالية تشكل منصة وطنية لتعزيز التواصل بين المبادرات والجهات، وبناء شراكات تسهم في توسيع أثر التطوع وتحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030 التي تجعل القطاع غير الربحي أحد محركات التنمية المستدامة.
وتأتي هذه الفعالية امتدادًا لجهود المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي في تمكين الأفراد والجهات من ممارسة العمل التطوعي ضمن أطر منهجية، تسهم في تحسين جودة المبادرات وتطوير كفاءة المتطوعين عبر التدريب والتأهيل، بما يضمن أثرًا اجتماعيًا مستدامًا يعزز جودة الحياة ويخدم المجتمع.



