تشير بيانات منظمة الصحة العالمية لعام 2025 إلى وجود فجوة نفسية بين الجنسين، حيث ترتفع معدلات الاكتئاب لدى النساء بمقدار 1.5 مرة مقارنة بالرجال، مع تزايد الضغوط على المرأة العاملة نتيجة التداخل بين العمل والمنزل والأبناء وتبلغ الذروة خلال فترة انقطاع الطمث.
وتؤكد البروفيسورة أميرة الحوفي، أستاذة التمريض وصحة المجتمع في جامعة أسيوط والمعارة لجامعة جازان، أن هذه الضغوط لا تقف عند القوة الجسدية فحسب، بل تتطلب إدارة “كيمياء السعادة” لدى المرأة عبر أربعة هرمونات تمثل مفتاح التوازن النفسي والقيادة الواعية.
هرمونات السعادة الأربعة ودورها في التوازن النفسي
ثبات المزاج (السيروتونين)
يرتكز توازن المرأة العاملة على السيروتونين، خاصة مع ارتفاع الضغوط في المناصب القيادية وتعدد الأدوار بين العمل والمنزل. يعزز السيروتونين صفاء الذهن وهدوء القرار، ويرتفع عبر ضوء الشمس غير الحارق وممارسة الرياضة والنوم الجيد وأعمال الامتنان، مما يثبت المزاج في بيئة العمل المتطلبة.
طاقة التحمل (الإندورفين)
يشير الإندورفين إلى خط الدفاع الأول ضد الإرهاق المتراكم ويعزز مقاومة الإجهاد المزمن لدى ملايين النساء. ترتفع مستويات الإندورفين مع الضحك وممارسة التمارين الهوائية والمشي السريع، مما يمنح المرأة قدرة أقوى على مواجهة الضغوط دون إنهاء.
دافع الإنجاز (الدوبامين)
يمنح الدوبامين الشعور بالإنجاز والتحفيز المستمر. وضع أهداف صغيرة وتدوين المهام والاحتفال بالإنجازات اليومية يعزز الدوبامين، ويحول النجاح اليومي إلى طاقة ذهنية مستقرة تواكب التشتت وضعف التركيز أحيانًا.
قوة التواصل (الأوكسيتوسين)
يُعتبر الأوكسيتوسين حجر الأساس في بناء العلاقات الإنسانية الداعمة داخل بيئة العمل وخارجها. يساعد وجود دعم اجتماعي وعلاقات صحية في تعزيز الحماية النفسية للنساء العاملات، ويرتفع مستوى الأوكسيتوسين مع هذا الدعم ليمنح المرأة قدرة أكبر على التواصل الإيجابي والتقدير المتبادل والشعور بالأمان الاجتماعي، وهو ما ينعكس مباشرة على الأداء المهني.
تهديد صامت
يُحذر من الاكتئاب الذي يصل إلى نحو 280 مليون شخص على مستوى العالم، وتكون النساء الأكثر تأثرًا وفق تقارير الصحة العالمية لعام 2025. تظهر علاماته في الإرهاق المستمر وفقدان الشغف وضعف التركيز والشعور بالضغط الدائم. الوعي بهذه العلامات خطوة أساسية لحماية المرأة العاملة من الانهيار النفسي.
علامات التوازن ورفاه مستدام
تظهر المرأة المتزنة نفسيًا هدوءًا تحت الضغط ومرونة في التكيف وإدارة واعية للوقت والطاقة وعلاقات صحية وشغف دائم للتطور. هذا التوازن ليس نتاج ظرف بل نتيجة إدارة واعية لكيمياء السعادة الداخلية.
رفاه مستدام
يُعد رفاه المرأة العاملة شرطًا أساسيًا لاستمرارها في الإنتاج والقيادة والإبداع. عندما تدير المرأة هرمونات السعادة الأربعة بوعي، تقود بذكاء وتبدع بثبات وتوازن أدوارها المهنية والأسرية دون أن تفقد ذاتها.
