تشخيص الحالة والإجراء الجراحي والتعافي
أُدخل المراجع، وهو شاب يبلغ من العمر 22 عاماً، إلى قسم الطوارئ بمستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالريان عبر الهلال الأحمر بعد إصابته في حادث سير مروع أدى إلى كسر في الفقرة القطنية الأولى وتحطم في الفقرة الثانية من الخلف، مع نزوح الفقرات وانضغاطها وتغير مكانها نتيجة قوة الحادث، إضافة إلى إصابات متعددة في الوجه والبطن والأطراف وتورمات شاملة في الجسم، وتبين وجود قطع وتهتك في غشاء الأعصاب بالعمود الفقري ما سبب شللاً كاملاً في الأطراف السفلية.
أوضح الدكتور مارون أبو ناضر، استشاري جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري ورئيس الفريق الطبي الحاصل على شهادة الاختصاص الفرنسية في المناظير الجراحية، أن الفريق درس الحالة وقرّر التدخل الجراحي العاجل بناءً على خطورة الوضع وإمكانية استعادة الحركة في المستقبل.
قادت هذه التقييمات إلى نقل المراجع إلى قسم العمليات وإجراء جراحي استمر سبع ساعات متواصلة تحت التخدير العام، حيث أُعيدت فقرات العمود الفقري إلى وضعها الصحيح وأُصلِحت الفقرة القطنية الثانية من الخلف، ومعالجة غشاء الأعصاب كلياً، ثم أُعيدت الأعصاب المصابة إلى وضعها الطبيعي بصعوبة بالغة، ونُقل بعدها إلى العناية المركزة.
تكللت جهود الفريق الطبي بالنجاح، إذ تحسنت المؤشرات الحيوية خلال 48 ساعة من العملية، وفي اليوم الرابع خرج إلى جناح التنويم بعد تمكنه من تحريك أصابع القدمين تدريجيًا، وبمرور أربعة أسابيع من التأهيل الطبي المكثف والمتابعة الحثيثة، استطاع تحريك الأطراف السفلية وعضلات الحوض، مع الإشارة إلى أن الإصابات الشديدة في العمود الفقري عادةً ما تتطلب وقتاً طويلاً لاستعادة الحركة الكلية.



