أنهى مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالفيحاء في جدة معاناة سيدة أربعينية بعد رحلة علاج طويلة مع العقم امتدت لأكثر من 15 عامًا، وذلك بفضل الله ثم بجهود فريق الوحدة المعنية بالعقم والمساعدة على الإنجاب بالمستشفى.
وأوضح الدكتور طارق جلبايه، استشاري النساء والولادة وعلاج العقم والمساعدة على الإنجاب ورئيس الفريق الطبي المعالج، أن المريضة خضعت لمحاولات عديدة في مراكز طبية لم تكلل بالنجاح، رغم خضوعها لعمليات جراحية سابقة شملت استئصال أورام ليفية كبيرة وجراحة بالمنظار الرحمي لإزالة ورم إضافي وزائدة لحمية بالرحم، كما سبق أن حدث لها حمل كيميائي عام 2014 وتلاه عدد من محاولات أطفال الأنابيب غير الناجحة.
وأضاف أن الفحوصات بالموجات فوق الصوتية والمنظار الرحمي أظهرت وجود التصاقات داخل الرحم فتم إجراء عملية دقيقة لفكّها بالكامل، وبعد اكتمال العلاج خضعت للمراجعة لدورة أطفال أنابيب جديدة في فبراير 2025 نتج عنها حمل لم يكتمل بسبب توقف نبض الجنين.
نجاح متواصل ورؤية علاجية متكاملة
ورغم التحديات السابقة، واصلت المريضة رحلتها بثقة وأمل، ليُجرى لها دورة جديدة بعد خمسة أشهر وتكللت هذه المرة بالنجاح وتحقق الحمل، وهي الآن في شهرها الخامس مع استقرار الحالة ومتابعتها المستمرة في عيادة الحمل عالي الخطورة بالمستشفى.
وأشار الدكتور جلبايه إلى أن هذا النجاح يعكس تكامل الخدمات التشخيصية والعلاجية في المستشفى، الذي يتميز بإجراء العمليات الدقيقة بالمنظار لعلاج التصاقات الرحم وبطانة الرحم المهاجرة والأورام الليفية، إضافة إلى معالجة حالات فشل الانغراس والإجهاضات المتكررة من خلال تقييم العوامل المناعية والوراثية ووضع بروتوكولات علاجية خاصة بكل حالة.
من جانبه، أكد الدكتور فيصل المسلمي، رئيس مختبر العقم وأطفال الأنابيب بالمستشفى، أن رحلة علاج العقم قد تكون طويلة لكنها لا تخلو من فرص النجاح متى توفرت الدقة العلمية والتقنيات الحديثة في التشخيص والعلاج، مشددًا على أهمية الصبر والتحلي بالأمل لدى المراجعين.
وبيّن الدكتور المسلمي أن مختبر علاج العقم في المستشفى من بين الأكثر تطورًا في المملكة، إذ صُمم وفق أعلى المعايير العالمية لتوفير بيئة نقية ومستقرة تحاكي الظروف الفسيولوجية الداخلية للجسم. ويضم المختبر أحدث التجهيزات من بينها أنظمة تنقية الهواء المزودة بفلاتر HEPA وVOC عالية الكفاءة، إلى جانب أجيال حديثة من الحاضنات الذكية بتقنية التصوير الزمني Time-lapse التي تتيح مراقبة تطور الأجنة لحظة بلحظة دون فتح الحاضنة للحفاظ على ثبات البيئة الحاضنة وجودة النتائج.
كما يوفر المختبر خدمات التحليل الوراثي PGT/PGD باستخدام تقنية NGS الحديثة لاختيار الأجنة السليمة وراثيًا، ويعتمد على تقنيات الذكاء الاصطنائي لتحليل صور الأجنة وتقييمها علميًا بدقة، إضافةً إلى أنظمة التحليل الآلي للسائل المنوي CASA وتقنيات Microfluidics لفصل الحيوانات المنوية الأعلى جودة.
واختتم الدكتور المسلمي بالتأكيد على أن هذا النجاح ثمرة تكامل الجهود بين الكوادر الطبية والفنية وتطبيق أدق المعايير العالمية، مما يعزز مكانة مستشفيات الدكتور سليمان الحبيب كمراكز رائدة في علاج العقم على مستوى المملكة والمنطقة.
