أطلقت جال السعودية المعنية بالمعارض والفعاليات والمتاحف تجربة متحفية مصغرة في معرض سيتي سكيب خطفت أنظار الزوار، وأثبتت حضورها كلاعب أساسي يعيد رسم ملامح قطاع المتاحف في المملكة.
المتحف المصغر: المسكن.. حيث تُشيّد الثقافة
استعرض المتحف الذي حمل عنوان “المسكن.. حيث تُشيّد الثقافة” العلاقة العميقة بين العمارة السعودية وبيئتها بطريقة مبتكرة، بدءًا من الرمل كعنصر أساسي في الهوية العمرانية، وصولاً إلى إبراز تفاصيل معمارية أصيلة ارتبطت بتاريخ المكان وإنسانه.
ولم تكتفِ جال بعرض العناصر البصرية، بل قدّمت تجربة فكرية كذلك؛ إذ وضعت في ختام الجولة المقولة الشهيرة لأحد الأدباء العرب: «اعذرني من التطويل، فليس لدي وقت للإيجاز»، في إشارة إلى أن اختزال الفكرة يحتاج جهداً أكبر، تمامًا كما فعلت الشركة في صياغة هذه التجربة المتحفية المكثفة والعميقة.
واختتم المتحف المصغر جولته بلوحة فنية لافتة حملت تطور تصاميم الأبواب في المملكة من قبل 1950 وحتى اليوم، وقدّمت “جال” هذا العنصر التراثي بطريقة معاصرة، تربط بين ذاكرة الطفولة ورائحة العطر وصوت الأغنية، حيث يمكن لزخرفة باب قديم أن تعيد الزائر فجأة إلى لحظة تختزنها ذاكرته.
الجدارية أثارت أسئلة جديدة في ذهن الزائر حول التكامل بين الكلاسيكي والحديث، وطرحت رؤية مفادها: ماذا لو تصالح الاثنان؟ ماذا لو أصبح القديم مركز الانطلاق… والحديث هو الإطار الذي يرافق حضور الزمن؟ بهذا الطرح، أثبتت “جال” أنها لا تقدّم معارض فحسب، بل تصنع تجارب تُلهم وتُحرك الأسئلة وتعيد تشكيل علاقة الإنسان بتراثه، في خطوة تؤكد مكانتها المتقدمة في مشهد المتاحف والفعاليات.



