أُقيمت مراسم التوقيع في 19 نوفمبر 2025 في العاصمة واشنطن، حيث وقّعت وزارة الاستثمار السعودية والمركز الوطني للتنمية الصناعية وشركة ستيلانتيس وشركة بترومين مذكرة تفاهم رباعية الأطراف لاستكشاف إمكانية إنشاء مشروع مشترك لتصنيع المركبات داخل المملكة.
وتُعدّ هذه التظاهرة منصة رئيسية لتعزيز الشراكة الاقتصادية وتبادل الرؤى حول فرص جديدة في القطاعات الحيوية مثل الطاقة والتقنية والخدمات المالية والبنية التحتية والرعاية الصحية، وتتيح للمسؤولين من المملكة ونظرائهم في الولايات المتحدة وقادة القطاع الخاص فرص تواصل استراتيجية.
وتأتي هذه الاتفاقية دعماً لرؤية المملكة 2030 وسعيها نحو أن تكون مركزاً محلياً للإنتاج المتقدم والابتكار، حيث ستُقيّم المبادرة جدوى إنشاء مصنع لتوطين إنتاج المركبات التجارية وسيارات الركاب اعتماداً على مجموعة العلامات التجارية الأميركية التابعة لستيلانتيس، مع التركيز على رفع نسب التوطين ودعم نمو صناعة السيارات داخل المملكة.
أدوار الجهات المشاركة وتفاصيل التعاون
ويستند هذا التعاون إلى تكامل أدوار الجهات المشاركة وفق اختصاصاتها، حيث تعمل كل جهة لدعم تأسيس منظومة متكاملة ومستدامة لصناعة السيارات في المملكة، كما يلي:
وزارة الاستثمار والمركز الوطني للتنمية الصناعية ستقدمان الدعم اللازم لتحقيق الأهداف التنموية الصناعية لتعزيز قطاع صناعة السيارات في المملكة بما يتماشى مع أهداف رؤية السعودية 2030.
وزارة الاستثمار في المملكة العربية السعودية: تُعدّ الجهة المسؤولة عن تنظيم وتطوير وتعزيز الاستثمارات المحلية والأجنبية وحماية حقوق المستثمرين.
المركز الوطني للتنمية الصناعية: يعمل المركز على قيادة الجهود الحكومية لتحقيق الاستدامة ودعم التنمية الصناعية من خلال تسخير خبراته التقنية والتشغيلية لتمكين الصناعات الوطنية، مع تهيئة بيئة استثمارية صناعية جاذبة، والتركيز على القطاعات ذات القيمة العالية المحددة في الاستراتيجية الوطنية، خاصة قطاع السيارات والتنقل، إذ يهدف إلى نقل أحدث تقنيات السيارات إلى المملكة وجذب استثمارات نوعية وبناء صناعة سيارات متطورة ومستدامة تتماشى مع الرؤية.
بترومين: بصفتها إحدى الشركات الرائدة في تقديم حلول التنقل داخل المملكة، تعتبر مستثمراً محتملاً في هذه المبادرة، وستعتمد على خبرتها وفعاليتها التشغيلية لدعم المشروع.
ستيلانتيس: باعتبارها إحدى أبرز شركات تصنيع السيارات عالميًا، ستتولى قيادة توطين إنتاج المركبات الخاصة والتجارية، وتؤكد التزامها بالتصنيع الإقليمي وحلول التنقل الكهربائي، مع التركيز على التوطين العميق والتحول نحو الكهرباء وتحقيق الاكتفاء الذاتي الإقليمي لضمان تصنيع المركبات داخل المنطقة لتلبية الاحتياجات.
وتأتي هذه المذكرة امتداداً لمسار التعاون بين ستيلانتيس وبترومين وتفعيلاً لاتفاقية التعاون التجاري الموقّعة في وقت سابق من العام، بما يسهم في تأسيس قدرة صناعية قوية داخل المملكة.
وفي تعليقه على توقيع المذكرة، قال سعادة الدكتور عبد الله الدبيخي، مساعد وزير الاستثمار: “نهنئ شركاءنا على توقيع مذكرة التفاهم التي تمهّد الطريق لشراكة استثمارية متميزة، تعكس جاذبية المملكة كوجهة رئيسية للاستثمارات العالمية، وتؤكد نجاح جهود المملكة في تعزيز تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى القطاعات الواعدة وفي مقدمتها قطاع تصنيع السيارات.”
كما أوضح م. صالح السلمي، الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للتنمية الصناعية: “هدفنا إنشاء مركز إنتاج إقليمي يتمتع بقدرات تنافسية للموردين، وتساهم هذه الشراكة في تسريع تحقيق هذا الهدف عبر دمج التكنولوجيا العالمية مع القوة السوقية المحلية، وفي المركز الوطني نعمل على تحويل الشراكات إلى أثر صناعي ملموس من خلال توطين الإنتاج وتمكين الموردين المحليين ووضع الأسس اللازمة للتصنيع المستدام داخل المملكة.”
من جهته، أكد معالي عمرو الدباغ، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة الدباغ: “التزمنا التزاماً راسخاً بدعم رؤية السعودية 2030 وما بعدها، ونفخر بأننا رواد صناعة السيارات المحلية والتصنيع بالشراكة مع ستيلانتيس وعلاماتها التجارية العالمية، ما سيوفر للمملكة تقنيات وقدرات عالمية المستوى وتطوير الموارد البشرية وتوسيع نطاق الأعمال، لتعزيز مكانتها كمركز إقليمي للابتكار والتميز في قطاع السيارات.”
كما أكد سمير شرفان، الرئيس التنفيذي للعمليات في ستيلانتيس الشرق الأوسط وأفريقيا والرئيس العالمي لقسم التنقل الصغير: “هذه المذكرة خطوة استراتيجية لبناء صناعة سيارات جاهزة للمستقبل في الشرق الأوسط وأفريقيا، وتلتزم ستيلانتيس بالاستثمار في القدرات المحلية وتوفير حرية الاختيار للعملاء، مع دعم طموحات المنطقة الصناعية وإمكاناتها للنمو.”
ومن المتوقع أن يسهم المشروع في توفير فرص عمل، وتعزيز سلاسل التوريد الإقليمية، وتحفيز نمو الشركات الصغيرة والمتوسطة، كما يدعم رؤية السعودية في أن تصبح مركزاً لعمليات التصنيع المتقدمة والابتكار.



