ذات صلة

اخبار متفرقة

“سلام” تؤكد ريادتها في دعم التحول الرقمي وتحقيق رؤية المملكة 2030

أعلنت سلام، الشركة الرائدة في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات،...

اكتشف نظام ‘العين الفائقة’ الذي أطلقته المطارات السعودية لتسهيل العبور والسفر

تفتح المملكة مرحلة جديدة في تطوير منظومة الطيران بعدما...

وفاء ممتد لعقود و”ليلة أُستعيرت من الماضي”.. تلاميذ مدرسة قباء بني حسين قبل نصف قرن يكرّمون معلميهم اليوم

استعاد طلاب مدرسة قباء بني حسين بمحافظة المجاردة ذكرياتهم حين نظموا حفلًا تكريميًا لمعلميهم الذين بذلوا الجهد والعلم منذ نهاية القرن المنصرم وحتى بدايات القرن الحالي، وذلك في مبنى المدرسة القديم الذي أُغلق قبل نحو 40 عامًا، رغم وعورة الطريق الجبلي المؤدي إليه.

عودة إلى زمن الطفولة

وبحسب التفاصيل التي وثقتها سبق، أقيم لقاء جمع طلاب المدرسة ومعلميهم الذين بدأوا تعليمهم منذ افتتاح المدرسة عام 1395هـ وحتى إغلاقها عام 1410هـ. حضر اللقاء شيخ قبيلة بني حسين الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن شهوان، وتوافدت الأمطار الهادئة لتستقبل الضيوف، فيما قدِم المعلمون من منطقة الباحة ومحافظة المجاردة. وتضمن البرنامج حفل سمر وضيافة تراثية من منتجات القرية مثل القَدوم والعسل والسمن، ثم حفل خطابي بدأ بتلاوة الطالب أسامة عبدالرزاق بن مرهق، وهو ابن أحد طلاب المدرسة قبل 40 عامًا ويحمل اليوم درجة الدكتوراه، تلتها كلمة شيخ القبيلة التي أشارت إلى فضلي المعلمين الأولين: تعليم أبناء القرية وتلبية الدعوة رغم صعوبة الطريق الذي يحتاج سيارات دفع رباعي وسائق متمرس.

ألقى الأستاذ عبدالله أحمد الشهري كلمة نيابة عن المعلمين، تبعتها كلمة اللواء ركن زاهر سالم الحسيني ممثلًا للدارسين قبل خمسة عقود، ثم فقرة صحية قدمها الدكتور علي محمد الحسيني، عضو فريق فصل التوائم السيامية بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني. كما أُلقيت قصائد شعرية ثم كُرِّم المعلمون، واختُتمت الفعالية بعشاء تقليدي أُعد في موقع المدرسة.

رسائل اعتزاز وتأثر

وقال المدير السابق للمدرسة الأستاذ عبدالرحمن علي بن قليل الشهري: غمرتمونا بلطفكم وأصيل معدنكم، استقبال لا يشبهه إلا أهل المكان، وأطلال المكان تظل شاهدة على تاريخ كبير، والذكريات تستنهض الهمة فينا وتزرع القوة. وأكد أن أربعين عامًا تفصل بين حين كان المعلمون زملاء مهنة وبين لقاءهم اليوم، وأنهم لم تمنعهم المناصب عن البحث عن معلميهم، وأنها موعد مع الوفاء وأهله.

وقال الأستاذ علي بن عبدالله الزهراني، أحد المعلمين الحاضرين من منطقة الباحة: سعدت بلقاء رجال من شتى القطاعات التعليمية والعسكرية والطبية والقضائية والثقافية والأدبية والإعلامية، جميعهم تخرجوا من هذا الصرح، وما وجدناه من حفاوة وكرم وتواضع أنسانا تعب السنين، رحم الله من حالت الأقدار دون حضورهم.

مشاهدات من الحفل

أمطرت أمطارًا هادئة أثناء استقبال المعلمين، وحضر أكثر من خمسين خريجًا من مناطق مختلفة خصيصًا للاحتفال، كما حضر معلمون من الباحة ومن المجاردة مع وجود اعتذارات لبعضهم. فرحة المعلمين كانت غامرة حين رأوا طلابهم وقد أصبحوا ضباطًا من رتبة لواء حتى عقيد، وأطباء عالميين، وأساتذة جامعات، وقضاة، ومحامين، ورؤساء جهات حكومية، ومالكي شركات، وإعلاميين بارزين. أُقيم الحفل في المدرسة القديمة أعلى جبال بطحة بني حسين وسط مزارع البن والحصون التراثية رغم غياب الخدمات، ووصف الحضور الليلة بأنها «ليلة أُستعيرت من الماضي».

صدى المبادرة وخاتمة الوفاء

قال محافظ المجاردة ناصر بن مفرح عسيري: «برغم أنني لم أكن طالبًا أو معلمًا في المدرسة، إلا أنكم أخذتمونا معكم إلى الحنين والانتماء والوفاء.. وهذا ما نسعى إليه دومًا». من جهته، قال الدكتور عبدالرزاق عبدالله بن مرهق: «عندما وصلتُ إلى المدرسة وجدتها تنبض بالحياة. رأيت المعلمين في وقار العلم، وزملائي الصغار وقد شخِط الشيب رؤوسهم، لكننا تحدثنا بروح الطفولة كما لو كان يومنا الأول في الصف الابتدائي. ليلةٌ لا تزال حاضرة في الذاكرة».

يُذكر أن فكرة الحفل كانت للإعلامي علي أحمد جابر، ونُفذت بمشاركة فريق من أبناء القرية. واختتم الجميع اللقاء بنداء موحد يعبر عن الولاء للوطن والقيادة ودعاءٍ بحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان.

spot_img
spot_imgspot_img

تابعونا على