قراءة تحليلية لزيارة ولي العهد إلى واشنطن
برز حضور المملكة في واشنطن مع زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، كما أشارت الكاتبة الصحفية نوال الجبر في افتتاحيتها بصحيفة الرياض أن السعودية تتقدم بثقة وتؤثر بقوة في زمن يُعاد فيه تشكيل أولويات العالم.
أشارت الجبر إلى أن العواصم العالمية كانت تلتقط إشارات مبكرة لحضور سعودي استثنائي، مشيرةً إلى أن الأنظار لم تتركز على البروتوكولات بل على ثقل دولة تتحرك بهدوء وتمنح المشهد الدولي إيقاعًا جديدًا من المتابعة والترقّب.
وأوضحت أن الزيارة لم تكن مجرد مناسبة سياسية بل محطة استراتيجية بحثت ملفات المستقبل لا مجاملات اللحظة، مثل الذكاء الاصطناعي والصناعات المتقدمة وأمن الطاقة الحديث والمعادن الاستراتيجية وربط آسيا بأوروبا وأميركا، ما يعكس رؤية المملكة التي تتقدم نحو المستقبل بخُطى محسوبة.
وأبرزت الجبر أن هيبة المملكة ظهرت بوضوح في مواقفها وثبات خطابها، وبقدرتها على إدارة الملفات الكبرى بثقة دون مبالغة، لافتةً إلى أن مستوى التمثيل الأميركي خلال الزيارة يعكس إدراكًا حقيقيًا لدور المملكة في ضبط التوازنات الإقليمية والدولية.
تجاوزت الزيارة إطار العلاقات الثنائية لتكون جزءًا من حركة عالمية تتشكّل، وتظهر فيها المملكة كقوّة استقرار ورؤية ومبادرة.
تواصلت مناقشات ملف السودان، حيث نقلت الجبر عن الرئيس الأميركي قوله إن التحرّك تجاه السودان بدأ خلال نصف ساعة من طلب سمو ولي العهد، ما يكشف عن وزن المملكة السياسي وقدرتها على توجيه القرار الدولي.
ختمت الجبر بأن واشنطن لم تكن محطة عابرة، بل ساحة تجلّت فيها قوة المملكة وهيبتها، بحضور واثق يترك بصمته في توجّهات السياسة والاقتصاد عالميًا، دون ضجيج أو استعراض.



