أطلقت العُلا مهرجان الممالك القديمة 2025 في موقع الحِجر التاريخي المدرج ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، وذلك عقب حفل افتتاح مبهِر ليلة الخميس قدم للجمهور تجربة غنية بالتاريخ والثقافة وأرسى مكانة العُلا كواحدة من أبرز الوجهات التراثية في العالم.
افتتاح المهرجان وتجربة الجمهور
استُقبل الزوار في بداية الحفل من قبل رواة العُلا، سفراء القصص المحليين الذين نقلوا حكايات عن تاريخ المدينة ودورها المحوري في طريق البخور القديم، في تعبير عن التزام العُلا بتقديم روايتها التاريخية من منظور المجتمع المحلي، مدعوم بخبرات متوارثة وتعاون وثيق مع علماء الآثار.
عقب ذلك شارك الزوار في تجربة رمزية لإشعال البخور بحضور شخصيات نبطية، ضمن فعالية مستوحاة من تجربة “مساء الحِجر” الحائزة جوائز عالمية، التي تستحضر الطقوس القديمة التي ازدهرت على طريق البخور عبر العصور.
وشهدت سماء الحِجر عرضًا ضوئيًا مدهشًا بعنوان “قصص من السماء” قدمته مئات الطائرات المسيرة عبر لوحات تحكي تاريخ المنطقة وتبرز مكانتها التراثية العالمية.
واختُتم برنامج الافتتاح بأولى حفلات “الحِجر على ضوء الشموع” لهذا الموسم، بمشاركة الموسيقار الياباني يوشيكي وعازف البوق اللبناني المرشح لجائزة جرامي إبراهيم معلوف، حيث أضاءت مئات الشموع جدران الآثار النبطية في أجواء موسيقية ساحرة جمعت بين الشرق والغرب.
وأوضح الدكتور عبدالرحمن السحيباني، نائب الرئيس للثقافة في الهيئة الملكية لمحافظة العُلا، أن العُلا اليوم واحدة من أكثر المناطق الأثرية ازدهارًا في العالم وتبرز أهميتها التاريخية بشكل أوضح، حيث يعكس التراث إرثًا غنيًا يسعى المجتمع المحلي إلى إحيائه وتفاعل معه، ويؤكد ذلك من خلال مهرجان شتاء طنطورة وفعالياته التي تلتزم بمشاركة هذا التاريخ وجعله مصدر إلهام وإثراء للجميع، ضمن منظومة ثقافية تدعم أهالي العُلا وتطلق مواهب وطنية.
استمرار المهرجان وموعده
وتستمر فعاليات المهرجان حتى 6 ديسمبر 2025 تحت شعار “رحلات عبر الزمن”، داعية الزوار لاكتشاف أكثر من 7,000 عام من التاريخ والحضارات المتعاقبة في واحة العُلا.
وتُختتم حفلات “الحِجر على ضوء الشموع” يوم 21 نوفمبر بحفل يحييه الفنان العالمي الحائز جائزة جرامي جون باتيست والفنانة اللبنانية ماريلين نعمان.
وتتضمن فعاليات عطلة نهاية الأسبوع مجموعة من التجارب الثقافية والترفيهية، أبرزها: تجربة طريق البخور، عرض الطائرات المسيرة “قصص من السماء”، مسار المشي بين معالم الحِجر الجيولوجية، جولة أطفال الحِجر، فعالية “أسرار النقوش القديمة” في جبل عكمة، وتجربة “بيت الهروب” في البلدة القديمة، لتقدم رحلة استثنائية تجمع بين التاريخ والترفيه والتعليم.
وتشهد المهرجان أيضًا عودة تجربة “مساء الحِجر” ابتداءً من 26 نوفمبر، بفعاليات جديدة تعزز التجربة البصرية والتاريخية للزوار وتقدم سردًا آسِرًا لتاريخ الممالك القديمة في العُلا.



