مهمة ESCAPADE والحدث
رصد مرصد الختم الفلكي موقع المركبة ESCAPADE في السماء والتقط عدة صور للمكان المتوقع بعد ساعات من انفصالها عن الصاروخ الذي أقلها من الأرض.
كان من الصعب تتبّع المركبة لأنها تتوهج في القدر 18 وتتحرك بسرعة تبلغ حوالي 3 دقائق قوسية في الدقيقة الواحدة، ما يجعلها تقطع مسافة تعادل قطر القمر خلال عشرة دقائق، ولهذا كان على الراصدين تقليل زمن التصوير وتكديس الصور حتى تظهر المركبة كنقطة عند تجميعها لاحقًا.
حدد المرصد موقع المركبة في السماء في ثلاثة أماكن خلال فترة عشرين دقيقة صباح الجمعة من الساعة 04:55 إلى 05:14 بتوقيت الإمارات، وهذا ما يُعرف علمياً بقياسات فلكية تمَّ إرسالها إلى مركز الكويكبات الصغيرة التابع للاتحاد الفلكي الدولي وإلى عالم في الولايات المتحدة مهتم بتحديد مدار الأجرام السماوية بناءً على القياسات الفلكية.
وعلى الرغم من أن الأرصاد لا تقدم معلومات إضافية، يعتبر كثير من المراصد وخبراء الحسابات أن هذه الأرصاد تمارين مهمة تُبرز جاهزية كل مرصد للتعامل مع ظواهر مماثلة حين تكون لها أهمية بالغة، فمسار المركبة معروف ومعلن، بينما كثير من الدول لا تكشف عن مسار صواريخها ومركباتها، وهو ما يمثل خطراً على أقمار صناعية أخرى في حال الاصطدام.
وأضاف أن هذا النوع من الرصد يحاكي تماماً تصرف الكويكبات التي قد تُكتشف فجأة وتكون في اتجاهها نحو الأرض، وهو أمر حدث فعلاً في السنوات الأخيرة، وفي إحدى الحالات تمكن مرصد الختم من تصوير كويكب بعد اكتشافه بساعات وقبل اصطدامه بحوالى ساعة ونصف في منطقة الفلبين.
المركبتان ومسار المهمة
وتُعرف ESCAPADE اختصاراً لـ Escape and Plasma Acceleration and Dynamics Explorers، وهي مركبتان فضائيتان توأم أُطلقا يوم الخميس 13 نوفمبر 2025 عند الساعة 20:45 بتوقيت عالمي من قاعدة كيب كانافيرال في الولايات المتحدة بواسطة صاروخ نيو غلين التابع لشركة بلو أوريجن، وتسمى المركبتان بالذهبية والزرقاء.
وذكر مدير مركز الفلك الدولي أن الصورة المرفقة تُظهر المركبة الذهبية داخل دائرة ذهبية والمركبة الزرقاء داخل دائرة زرقاء، وتظهرهما كنقطتين صغيرتين بينما تبدو النجوم حولهما كنقاط متتالية بسبب حركة المركبتين مقارنة بنجوم السماء.
وأكد أن هذه المهمة منخفضة التكلفة (أقل من 80 مليون دولار) وتقام بقيادة مختبر علوم الفضاء بجامعة كاليفورنيا وبالتعاون مع روكيت لابز وناسا وأدفانسد سبيس وجامعة إمبري ريدل وبُلُو أوريجين. وفي هذه المرحلة تتجه المركبتان إلى نقطة L2 بين الأرض والشمس وستبقيان هناك نحو عام لجمع بيانات عن طقس الفضاء، وبعدها سيتم تشغيل محرك لإدخالهما في مسار نحو كوكب المريخ لدراسة طقس الفضاء والتقلبات الأيونوسفيرية في الغلاف الأيوني للمريخ.
وبعد نحو ستة أشهر من الوصول إلى المريخ ستبدأ الحملة العلمية الأولى، حيث ستسير المركبتان في المدار نفسه لكن بمسافات مختلفة، وبعد ستة أشهر أخرى سيرفع أبعد نقطة في مدار المركبة الذهبية إلى 10,000 كم بينما تخفض أبعد نقطة في مدار المركبة الزرقاء إلى 7,000 كم. ستستمر الحملة لمدة خمسة أشهر أخرى حتى نهاية المهمة العلمية، أي خلال أقل من ثلاث سنوات من الإطلاق.
الأهداف العلمية للمهمة
وأوجز الفلكي عودة الأهداف العلمية للمهمة في فهم العمليات التي تتحكم في بنية الغلاف المغناطيسي الهجين للمريخ وكيف يوجّه تدفق الأيونات، وفهم كيفية نقل الطاقة والزخم من الرياح الشمسية عبر الغلاف المغناطيسي للمريخ، وفهم العمليات التي تتحكم في تدفق الطاقة والمادة من وإلى الغلاف الجوي التصادمي للمريخ.
