نجحت عملية جراحية كبرى في مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالخبر في إنقاذ حياة امرأة خمسينية كانت تعاني من حالة صحية معقدة نتيجة مضاعفات أربع جراحات سمنة سابقة وتداخلات جراحية طويلة استمرت 14 ساعة، وهو الأكبر من نوعه في المملكة.
وقال الدكتور عبدالوهاب الشهراني استشاري الجراحة العامة وجراحات السمنة والمناظير المتقدمة والروبوت الآلي، رئيس الفريق الطبي المعالج، إن تاريخها المرضي بدأ بخضوعها لعملية تكميم المعدة قبل ست سنوات، وبعدها ظهرت مضاعفات شملت خروج جزء كبير من المعدة إلى منطقة الصدر، فجرى إصلاح فتق بالحجاب الحاجز وإعادة المعدة إلى البطن، ثم أجريت عملية لفك الالتصاقات وتحويل المسار المصغر، لكن المعاناة تواصلت وأجرت جراحة لإصلاح فتق بالحجاب الحاجز مرة أخرى ثم حدث انسداد كامل لتوصيلات تحويل المسار وهجرة المعدة والأمعاء إلى التجويف الصدري، ثم أُجريت عملية فك الالتصاقات للمرة الرابعة وتغيير تحويل المسار من المصغر إلى الكلاسيكي قبل نحو سنتين، وعلى الرغم من كل هذه العمليات تدهورت حالتها الصحية وتضاعفت تعقيداتها.
وأضاف أن المريضة أُسعفت إلى مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالخبر وهي في حالة سيئة استلزمت تنويمها في العناية المركزة، ووُضعت على التغذية الوريدية المركزية لنحو أسبوعين لعدم قدرتها على الأكل وشرب الماء. وبعد استقرار حالتها خضعت لفحوصات طبية دقيقة أظهرت وجود انسداد كامل بالمريء وتوصيلة تحويل المسار، وفتقاً ضخماً بالحجاب الحاجز مع عبور المعدة والتوصيلات إلى التجويف الصدري، وتعدد الالتصاقات التي تهدد حياتها.
وبيّن الفريق الطبي وضع خطة علاجية متكاملة فأُجريت عملية منظارية معقدة بالدخول عبر أربع فتحات مناظير صغيرة، حيث تم فك الالتصاقات المحيطة بالحجاب الحاجز والالتصاقات الشديدة بين المعدة وتوصيلات تحويل المسار وغشائي القلب والرئتين، ثم فك الالتصاقات في المريء داخل الصدر، وبعدها تم إعادة تحويل المسار إلى النسخة الكلاسيكية بالكامل، وإصلاح فتق الحجاب الحاجز باستخدام شبكة دقيقة عالية النوعية.
وتمت العملية بنجاح وتُركت المريضة في العناية المركزة للمراقبة لمدة 48 ساعة، ثم أُجريت لها صبغة في جهاز التنظير الداخلي للتأكد من عدم وجود أي تضيقات أو تسريبات وكانت النتائج ممتازة، وتحسّنت حالتها بسرعة حتى غادرت المستشفى وهي في وضع صحي جيد وتعود لممارسة حياتها بشكل طبيعي بعد سنوات من المعاناة.
وصف الدكتور الشهراني نجاح العملية بأنه إنجاز طبي كبير، مشيرًا إلى أن عدة مستشفيات اعتذرت عن علاج المراجعة بسبب تعقيد الحالة وخطورة المضاعفات، إذ كانت نسبة عدم نجاحها تتجاوز 75% ونسبة الوفاة محتملة، لكن بفَضل الله نجح الفريق الجراحي في إنقاذ حياتها، وتُعد هذه النتيجة إنجازاً ملهماً في سياق الحالات الطويلة والمعقدة التي عادةً ما تكون ذات نسب مخاطر عالية.
كما أشار إلى أن العملية أُجريت يوم الجمعة لأنها عادةً ما تكون أقل فرصاً لإجراء عمليات طويلة من هذا النوع خلال بقية أيام الأسبوع، وهو ما أتاح للفريق إنهاء التدخل المعقد بنجاح وبأمان.



