يتقرب الزائر من أحد أركان المعرض المقام في العاصمة الرياض ليجد صناديق زجاجية تخفي خلفها مشاهد نابضة من الحياة الدمشقية القديمة، تتجسّد فيها تفاصيل البيوت والأسواق والعادات اليومية في مشاهد مصغّرة أُنجزت بحرفية لافتة ودقة متناهية.
وتكشف منمنمات الفنان السوري بشّار المجركش عن دمشق القديمة عبر تفاصيل دقيقة تعيد إلى الذاكرة حياة الأحياء والأسواق والعادات اليومية، وتثبت قدرة الحرفي على توثيق المدينة بالحس الفني والإتقان رغم غيابه الجسدي عن المعرض.
وتضمّن الأعمال مشهدًا لعائلة دمشقية تُعدّ الكبة في جلسة منزلية تقليدية؛ حيث تجلس امرأتان لتحضير المكونات، بينما يشوي شاب القطع على موقد صغير، وتظهر قطة في الخلفية تحاول سرقة قطعة لحم، في لقطة تنبض بالحياة والواقعية.
كما جسّدت منمنمة أخرى دكانًا تقليديًا مكتظًا بالأواني والبهارات، تعيد إلى الذاكرة أصوات الأسواق وروائح التوابل الدمشقية الزكية.
لمحة عن منمنمات بشّار المجركش
وتتميّز منمنمات المجركش بأنها ليست مجرد تمثيل بصري للحياة الشامية، بل محاولات فنية لإحياء الذاكرة الجمعية، كما يقول دائمًا: “الحرب تغيّر المدن، لكنها لا تنتزع قدرة الحرفيين على حفظ تفاصيلها”.
وشملت المشاهد المصغّرة أيضًا صورًا من الحياة اليومية مثل الفوال فجراً، والنجّار في الزقاق، والسيران العائلي، في عمل فني يحفظ ملامح مدينة كاملة داخل صناديق لا يتجاوز حجمها كفّ اليد.
ويُعدّ معرض “بنان 2025” منصة عالمية للاحتفاء بالحرف اليدوية من مختلف الثقافات، إذ يجمع بين التراث والحداثة، ويبرز مساهمات الحرفيين والحرفيات في نقل الفنون التقليدية من البيوت إلى فضاءات العرض العالمية.



