التقييم والتدخل الطبي
عُرضت المريضة السبعينية على العيادة وهي على كرسي متحرك، واستمع الفريق الطبي إلى شكواها واطلع على ملفها الطبي وفحصها سريريًا، وتبيّن أنها فقدت القدرة على الوقوف والمشي منذ شهر بعد خضوعها لخمسة عمليات سابقة في العمود الفقري داخل المملكة وخارجها، ما أدى إلى شلل في الأطراف السفلية.
أظهرت فحوصات الرنين المغناطيسي والتصوير المقطعي والأشعة السينية والتحاليل المخبرية وجود كسر وانفصال في الفقرة القطنية الأولى مع ضغط شديد على الحبل الشوكي والأعصاب، إضافة إلى هشاشة عظام متقدمة.
وبعد دراسة المعطيات قرر الفريق الطبي التدخل الجراحي العاجل للحيلولة دون مضاعفات إضافية، وأجريت فحوصات قبل العملية مع أطباء القلب والباطنية والتخدير وأجازوا الإجراء.
استغرقت العملية أربع ساعات تحت التخدير العام، واستخدمت تقنيات المجهر الجراحي والملاحة العصبية وأجهزة مراقبة الأعصاب، ففتحوا الظهر وأزالوا التثبيتات السابقة والمسامير غير المستقرة، ثم عالجوا تشوه العمود الفقري حول الكسر في الفقرة القطنية الأولى، واستخدموا مسامير خاصة متوافقة مع هشاشة العظام وتتميز بقدرة تثبيت عالية.
نُقلت المريضة إلى العناية المركزة لمدة 24 ساعة، وخلالها تحسّنت المؤشرات الحيوية ولله الحمد، ثم تمكنت من المشي بمساعدة أخصائي العلاج الطبيعي، وخرجت من المستشفى خلال 48 ساعة.
وعادت للمراجعة خلال أسبوعين وهي في صحة جيدة وبعد أن تمكنت من المشي؛ وعادت إلى حياتها الطبيعية.



