أصبح التحول الرقمي ضرورة ملحة لا خيار أمام الحكومات، وهو حجر الزاوية في بناء حكومات ذكية واقتصادات مرنة ومجتمعات متقدمة.
في المملكة، لعبت هيئة الحكومة الرقمية دورًا محوريًا في قيادة التحول الرقمي بما يتماشى مع مستهدفات رؤية السعودية 2030 التي تسعى إلى اقتصاد مزدهر ومجتمع حيوي ووطن طموح.
وأشار العتيبي إلى أن رؤية 2030 أولت التحول الرقمي أهمية كبيرة لما له من دور في تحسين جودة الحياة وتيسير الخدمات وتعزيز الشفافية والكفاءة، وهو ما تجلّى في الجهود المكثفة لرقمنة الخدمات الحكومية وتمكين القطاعات من اعتماد الحلول التقنية الحديثة وتطوير البنية التحتية الرقمية على مستوى المملكة.
وللرقمنة أثر مباشر في تحسين جودة التعليم عبر المنصات الرقمية وتسهيل الوصول إلى الخدمات الصحية ودعم الابتكار الاقتصادي، وهي أداة فعالة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة الـ17 للأمم المتحدة.
وعلى الرغم من التقدم الملحوظ توجد فجوات رقمية تحتاج معالجة، وتلعب المؤسسات المالية، خاصة البنوك وصناديق الاستثمار، دورًا أساسيًا في تمويل البنية التحتية الرقمية ودعم الشركات الناشئة في قطاع التقنية وتمكين الفئات الأقل حظًا من الوصول إلى الخدمات الرقمية.
وأشار العتيبي إلى أن هيئة الحكومة الرقمية أسهمت في وضع السياسات والمعايير التي تضمن توحيد الجهود الحكومية الرقمية، وتعمل على تمكين الجهات الحكومية من تطوير منصاتها بطريقة آمنة ومترابطة تضمن للمواطن والمقيم تجربة رقمية سلسة وموثوقة.
وأضاف أنه من خلال التحول الرقمي يمكن جمع البيانات وتحليلها لاتخاذ قرارات دقيقة وتصميم سياسات أكثر فاعلية واستدامة.
كما أشاد بملتقى الحكومة الرقمية، وهو حدث سنوي رائد يجمع المختصين والخبراء محليًا ودوليًا لمناقشة أحدث التطورات في مجال التحول الرقمي وتبادل الخبرات واستعراض قصص النجاح والتحديات، مؤكدًا أنه يمثل منصة استراتيجية لتعزيز التعاون وتقييم المنجزات واستشراف المستقبل.
واختتم العتيبي قائلاً: “لقد أصبح التحول الرقمي خيارًا استراتيجيًا لا غنى عنه لتحقيق تطلعات رؤية 2030 ودعم أهداف التنمية المستدامة”، مشيرًا إلى أن الجهود التي تقودها هيئة الحكومة الرقمية وتكامل القطاعات المختلفة تسير المملكة بخطى واثقة نحو بناء نموذج رقمي رائد إقليميًا وعالميًا يضع المواطن في قلب التنمية ويصنع المستقبل بثقة واستباقية.



