ذات صلة

اخبار متفرقة

الأرصاد: رياح شديدة على حائل تصل سرعتها إلى (40 – 49) كلم/ساعة

ينبّه المركز الوطني للأرصاد إلى هبوب رياح شديدة على...

الشبل ينال الدكتوراه في الهندسة التقنية التفاعلية

نجح الدكتور المهندس كريم الشبل في مناقشة علمية لنيل...

كيف تتعرفين على مواعيد خصوبتك بسهولة

علامات الإباضة وفترة التبويض تحدث الإباضة عادة في منتصف الدورة...

بدائل أعضاء وأجهزة مساعدة وذكاء اصطناعي.. أبرز ابتكار طبي خلال 2025

بدائل للأعضاء البشرية أعلن فريق من العلماء الأمريكيين عن تطوير...

خطبة الجمعة في المسجد الحرام

الإيمان أساس الفلاح وقوة الإنسان في الدنيا والآخرة

حثّ فضيلة الإمام عبدالله بن عواد الجهني المسلمين على تقوى الله وعبادته والتقرب إليه بطاعته وتجنب مساخطه ومناهيه، مبينًا أن من نعم الله عليهم أن هدهم وأرشـدهم إلى الإيمان به وامتنّ عليهم بذلك، كما قال تعالى: (يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ).

أوضح أن الإيمان بالله تعالى هو التصديق الجازم بأن الله رب كل شيء ومالكه وخالقه ومدبر أمره، وأنه وحده المستحق العبادة في الصلاة والصوم والدعاء والرجاء والخوف والذل والخضوع، وهو المتصف بصفات الكمال كافة، المنزه عن العيب والنقص.

أشار إلى أن الإيمان ليس بالتحلي ولا بالتمني، بل ما وقر في القلب وصدّقته الأعمال، وهو قولٌ باللسان وصدق بالجنان وعمل بالجوارح والأركان، ويزداد بالطاعة وينقص بالمعصية، فالإيمان بالله سبحانه وتعالى رأس كل فلاح، فالمُنزَّلات والرسل جاءت من أجل تقريره وتثبيته في النفوس، وهو أصل الأصول وأول ركن من أركان الإيمان الستة، وهو منحة ربانية ونعمة عظيمة في حياة المسلم تزوّي العمر وتبارك الحياة وتضمن الآخرة وترفع صاحبها في الدنيا والآخرة، لأنها حياة حقيقية ونورٌ هادٍ يهبه الله تعالى لمن يشاء من عباده ويصرفه عمن يشاء. قال تعالى: (قُلْ إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ).

أكّد فضيلته أن الإيمان الصادق الرباني هو أساس كل خير، ومنبع العزة ومصدر الكرامة والسيادة، فيعيش صاحبه عزيزًا سعيدًا ثابتًا على طريق الحق. وذكر أن وعد الله عز وجل أهل الإيمان والطاعة بالنصر والتمكين في الأرض بيانٌ كريم، ويستدل بنص قرآني يحث على الثبات وعدم اليأس: (هَذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ، وَلَا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ، إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ، وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ، وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُم شُهَدَاءَ، وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ، وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الْذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ).

وبيّن أن حكمة الله اقتضت أن جعل هذه الأمة خير أمة أخرجت للناس، تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن بالله، وأمرهم سبحانه بالعمل الصالح: (وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ). فالإيمان بالله سبحانه وتعالى والعمل الصالح دواء الروح وغذاء القلب، متى استقر في القلب رجع على صاحبه بخيرٍ في الدنيا والآخرة، وهو طوق النجاة الذي يحمي العبد من موجات الشهوات والشبهات والفتن العاتية.

وأكّد أن الإيمان بالله عز وجل يبعث في قلب المؤمن الرضا عن الله في كل أحواله، والشعور بالرضا عن خالقه هو أول سبب من أسباب السكينة النفسية وجوهر السعادة، فبرضا الإنسان عن نفسه وما كتبه الله له يطمئن إلى حاضره ويوقن بالآخرة وبالجزاء العادل في المستقبل، ومعنى ذلك أن المؤمن لا يتحسر على الماضي باكيا ولا يعيش الحاضر ساخطًا ولا يواجه المستقبل خائفًا، لأن في دينه من الأسلحة ما يعين على الصمود أمام مصاعب الحياة ومصائبها؛ فاحرص أن تبقى الرضا عن الله طرفة عين في قلبك، فالاتصال بالله يمنح قوة للنفس وطمأنينة للروح.

spot_img
spot_imgspot_img

تابعونا على