يدعو الدكتور محمد فضل محمد الإعلامي والأكاديمي السوداني كل من قصد بيت الله الحرام إلى اعتبار الانضباط في المشاعر جزءاً من عبادته، فالمشاعر ليست مجرد نظام إداري، بل عبادة تعكس سمو الأخلاق وصدق الإيمان.
يؤكد أن بيت الله الحرام أشرف بقاع الأرض ومهوى أفئدة المسلمين من شتى أنحاء العالم، ومن تطأ أرض الحرم يجد سكينةً تملأ قلبه وطمأنينةً تسكن روحه، لما لهذه البقعة من قدسيّة عظّمها الله وشرّفها.
يتجلّى في شعائر الحج والعمرة عظمة النظام والالتزام، خاصة في ظلّ تزاحم الملايين، ما يجعل من الضروري التقيد بتعليمات حكومة المملكة العربية السعودية ورجال الأمن، حفاظًا على سلامة الأرواح والمقدّسات.
أشار إلى أن أي تهاون أو مخالفة قد يُفضي إلى نتائج وخيمة، فالحشود تحتاج إلى إدارة دقيقة وانضباط صارم واحترام كامل للتوجيهات؛ لأنّ أي خلل يُعرّض حياة الآلاف للخطر. واستشهد بقول الله تعالى: «وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ» (البقرة: 195).
يُشيد الدكتور فضل بكفاءة رجال الأمن في المملكة، معتبرًا أنهم من أنفع من يدير الحشود في العالم، لما يتحلون به من انضباط وإنسانيّة وأدب ورفق بضيوف الرحمن، وهو ما يجعل طاعتهم وتقدير جهودهم واجبًا دينيًّا وأخلاقيًّا.
وحذر من الوقوف في الممرّات أو الصلاة في أماكن تعيق حركة الناس أو الانشغال بالتصوير، قد يسبّب أذى للمسلمين، وهو ما يخالف الشريعة. واستدل بقول الله تعالى: «وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ…» (الأحزاب: 58)، وحديث النبي ﷺ: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده».
ويوصي الحاجّ والمعتمر بأن يجعل من النظام والانضباط جزءاً من عبادته، وأن يدرك أن احترام التعليمات والتعاون مع رجال الأمن دليل وعيٍ وإيمان، وليس ضعفًا أو تهاونًا.
وختتم الدعاء لحجّاج بيت الله ولرجال الأمن الذين يضحّون بوقتهم وجهدهم في سبيل راحة ضيوف الرحمن، سائلاً الله أن يتقبّل من الجميع، وأن يحفظ بلاد الحرمين ويُديم أمنها وشرفها في خدمة الحجاج والمعتمرين.
