أوضح الدكتور محمد فضل محمد أن ظاهرة السحر والشعوذة لم تكن يومًا مجرد انحراف ديني، بل هي مرض اجتماعي خطير يهدد ثقة الإنسان بربّه ويقوّض أمنه النفسي والمجتمعي. وأشار إلى أن استمرار لجوء البعض إلى السحرة والمشعوذين لحل المشكلات الزوجية أو المالية أو النفسية لا يُنتج إلا مزيدًا من الأوهام والخسائر، واصفًا ذلك بأنه جريمة في حق العقيدة واعتداء على صفاء الإيمان.
ضعف التوحيد دافع رئيسي
وأشار إلى أن من أبرز أسباب الانجراف خلف السحر ضعف التوحيد وقلة التوكل على الله والجهل الشرعي، والأزمات النفسية والاجتماعية، إضافة إلى الطمع والرغبة في الانتقام والخوف من المستقبل. وتدعم ذلك آيات من القرآن، منها قوله تعالى: ﴿وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا﴾ [الجن: 6]، وقوله: ﴿وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ﴾ [البقرة: 102]. كما أورد حديث النبي ﷺ: «من أتى عرّافًا أو كاهنًا فصدقه، فقد كفر بما أُنزل على محمد»، رواه أحمد.
الإعلام في دائرة الاتهام
وانتقد «فضل» بعض وسائل الإعلام التي تحولت من منصات توعية إلى منصات ترويج للخرافة والعلاجات الوهمية، قائلاً: “أين الجهات التي تدّعي حماية الإنسان وحقوقه؟ أليس تخويف البسطاء والمتاجرة بآلام الناس انتهاكًا إنسانيًّا؟”
دور العلماء والمجتمع
ودعا علماء الشريعة والاجتماع والإعلاميين إلى تحمل مسؤوليتهم في التصدي لهذا الفكر وتعزيز قيم الإيمان والتوكل، مع التأكيد على أهمية التوعية بخطورة السحر والكهانة، والرقابة الإعلامية الصارمة على المروجين للخرافات، وتعزيز الإيمان في المناهج والمساجد والإعلام، ودعم العلاج الشرعي والنفسي والمجتمعي المتوازن.
رسالة ختامية
وختم الدكتور فضل حديثه بالتأكيد أن الحرب على السحر ليست ضد أشخاص، بل ضد الجهل والخوف والوهم، داعيًا إلى ترسيخ التوحيد والثقة بالله، مستشهدًا بقول الله تعالى: ﴿وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾ [الطلاق: 3].



