يعارض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهو يميني، خطة الرئيس ترامب لإنهاء حرب غزة وبناء مناخ لحل مشكلة الشرق الأوسط.
وتتيح له حركة حماس فرصة كبيرة للتنصل من صفقة شرم الشيخ بتباطؤها في إعادة جثامين الرهائن الإسرائيليين الذين قتلوا أثناء اختطافهم وأسرهم، وتعلل بأن قيام إسرائيل بهدم مباني غزة يجعل العثور على أماكن دفن تلك الجثامين عسيراً؛ وهو منطق يبدو أن إدارة ترامب تقدّره.
يصرّ نتنياهو على العودة إلى الإبادة الجماعية في غزة، والإصرار على منع تدفق المساعدات الإنسانية، ومنع دخول آليات البناء وموادها إليها.
يؤدي القصف إلى مقتل مئة فلسطيني، خصوصاً النساء والأطفال، في أبشع أنواع العقاب الجماعي.
يتباهى نتنياهو بأن جيشه قضى على القدرات القتالية لحماس وهدم أنفاقها وقتل قادتها، لكنه يوجّه طائراته وسفنه الحربية وقواته البرية لمعاقبة الفلسطينيين، الذين لا ذنب لهم سوى وجودهم في قطاع تسيطر عليه حماس دون إرادة الفلسطينيين.
يجب أن تتدخل الولايات المتحدة لوقف هذا الثور الهائج، الذي لا يفكر إلا في مصالحه ومكاسبه، خصوصاً ضمان عدم انهيار ائتلافه الحاكم وعدم محاكمته بتهم الفساد والاختلاس والتقصير في منع وقوع هجوم 2023.
رحّب العالم بصفقة شرم الشيخ التي يعمل ترامب على إنجاحها لوقف الإبادة والجوع، لكن نتنياهو يصطنع ثغرات تسمح له بالتنصل.
يُعْتَبَر السلام خياراً يصنعه الشجعان والأقوياء، ولا يصنعه من يسعون لمصالحهم الشخصية الضيقة، وإذا لم تمارس واشنطن ضغوطاً مكثفة على نتنياهو فستضيع فرصة إحداث اختراق تاريخي في حل مشكلة الشرق الأوسط.
يجب أن تكبح واشنطن هذا الثور الإسرائيلي الهائج.
وعد ترامب بمعاملة طرفي الأزمة على قدم المساواة.



