تؤكد الأبحاث أن السعادة لا تغيّر الشكل الخارجي للدماغ فلا يزداد حجمه ولا تتبدّل فصوصه، بل تتفاعل مناطق محدّدة داخله بنشاط أكثر.
تتفاعل هذه المناطق داخله بطريقة أكثر نشاطًا، وهي التي تمنحنا الرضا والراحة، ليس بتغير مادّي، بل بنشاط كهربائي وكيميائي متزامن يعيد ضبط التوازن العصبي.
تظهر هذه التغيرات في التصوير الوظيفي للدماغ كألوان تعبر عن زيادة تدفق الدم، لكنها رموز رقمية لا تعكس لونًا حقيقيًا داخل المخ.
أوضح الدكتور عادل سلطان أن الدماغ لا يتغير شكله عند الشعور بالسعادة، بل يتغير في طريقة عمله وكيمياء تفاعلاته وهرموناته.
أوضح أن إفراز الدوبامين والسيروتونين يشكلان لغة المخ في التعبير عن الفرح، وهي العملية التي تسمح للإنسان بالتكيّف مع الضغوط وتمنحه مرونة ذهنية على المدى الطويل.
تظل المشاعر الأخرى موجودة، لكنها تعمل على تحقيق توازن داخل الشبكات العصبية بين مناطق القلق ومناطق المكافأة.
مناطق الفرح داخل الدماغ
تظهر ثلاث مناطق رئيسية تنشط بشكل ملحوظ عند الإحساس بالسعادة.
تتصاعد نشاط القشرة الجبهية الأمامية، المسؤولة عن التفكير المنطقي وتنظيم المشاعر، لتصبح أكثر حيوية وتساعد على اتخاذ قرارات إيجابية وتفسير المواقف بنظرة متفائلة.
تفرز النواة المتكئة كميات أعلى من الدوبامين، وهو الناقل المسؤول عن الشعور بالرضا بعد تحقيق إنجاز أو دعم نفسي.
تهدأ اللوزة الدماغية أمام الانفعالات السلبية في لحظات البهجة، فتصبح الاستجابة أقل خوفًا وقلقًا ويعلو الإحساس بالسكينة.
تظهر هذه التغيرات في التصوير الوظيفي للدماغ كإشارات ملونة تعبر عن زيادة تدفق الدم، لكنها تبقى رموزًا رقمية وليست ألوانًا حقيقية.
الكيمياء العصبية للسعادة
يزداد إفراز الدوبامين والسيروتونين والإندورفين في لحظات الفرح، وهي مواد تعمل بتناغم لتهدئة الإشارات وتنشيط مراكز المكافأة.
لا تغيّر هذه التفاعلات شكل المخ لكنها تؤدي إلى إعادة رسم خريطة الاتصالات بين الخلايا العصبية بشكل مؤقت، ومع التكرار تقوى هذه المسارات وتُعرف هذه العملية باللدونة العصبية.
تؤكد النتائج أن السعادة لا تغيّر شكل الدماغ بل تعيد توجيه شبكات الاتصالات وتدعم اللدونة العصبية عبر التكرار.



