ما هي الصدفية؟
تظهر الصدفية كمرض جلدي مزمن يتصف ببقع حمراء متقشرة قد تختلف في شدتها ومكانها من شخص لآخر. تظل غير معدية لكنها تسبب عبئًا نفسيًا وجسديًا كبيرًا لمن يعانون منها. تؤثر في أجزاء مختلفة من الجسم وتترك أثرًا واضحًا على جودة الحياة اليومية.
تبررها مصادر طبية بأنها نتاج فرط نشاط في جهاز المناعة، ما يسرع دورة نمو خلايا الجلد ويؤدي إلى تكون طبقات جديدة قبل أن تتساقط الخلايا القديمة بشكل طبيعي. ينتج عن ذلك بقع سميكة وجافة قد تَشْفى جزئيًا عند بعض الأشخاص وتظهر أعراض مثل الجفاف والحكة وأحيانًا الألم والتشققات.
أنواع الصدفية الأكثر شيوعًا
الصدفية اللويحية هي الأكثر انتشارًا، وتظهر على الجلد بارزًا لويحات جافة وسميكة في المرفقين والركبتين وفروة الرأس غالبًا وأسفل الظهر.
صدفية فروة الرأس تُرى كقشور كثيفة على فروة الرأس قد تسبب حكة وتساقطًا مؤقتًا للشعر عند بعض الحالات.
صدفية النقطية تصيب الأطفال والمراهقين غالبًا وتظهر كبقع صغيرة تشبه قطرات المطر على الصدر والذراعين، وتُعقب غالبًا بعد عدوى الحلق.
صدفية العُقدية (العكسية) تصيب مناطق طيات الجلد مثل الإبطين وأسفل الثديين والفخذين، وتزداد شدّتها مع الحرارة والعرق، كما يمكن أن تُصيب الأظافر وتسبب تقشرًا أو تغيرًا في اللون أو انفصالًا عن الجلد المجاور.
التشخيص ومتى تحتاج إلى تدخل عاجل
يبدأ التشخيص بالمتابعة مع طبيب الأسرة أو طبيب الجلدية عند ظهور بقع متقشرة لا تستجيب للعلاجات الاعتيادية لتأكيد النوع والتقييم.
إذا ظهرت بثور مليئة بالصديد أو تفاقمت الحكة والألم بسرعة، فهذه علامات على نوع نادر من الصدفية يحتاج تقييمًا طبيًا عاجلًا وربما دخول المستشفى.
خيارات العلاج
تهدف العلاجات إلى السيطرة على نشاط المرض وإبطاء نمو الخلايا الجلدية، وعادة ما يبدأ العلاج بعلاجات موضعية مثل المرطبات وكريمات الكورتيكوستيرويد ومشتقات فيتامين د مثل الكالسيبوتريول، وهي تُستخدم لفترات محدودة وبجرعات محسوبة لتجنب تهيّج الجلد.
عندما لا تكون الاستجابة كافية، يُضاف العلاج بالضوء في المستشفى باستخدام أشعة فوق بنفسجية محددة الطول الموجي لإيقاف فرط نمو الخلايا دون إضرار الأنسجة المحيطة. وفي الحالات المتوسطة إلى الشديدة، تلجأ خيارات جهازية تشمل أدوية فموية أو حقن بيولوجية تستهدف أجزاء من جهاز المناعة، مع متابعة طبية دقيقة نظرًا لاحتمالية زيادة خطر العدوى.
التعايش مع الصدفية
تُعد الصدفية حالة مزمنة تتطلب روتينًا يوميًا من العناية والمتابعة، فيُسهِم الترطيب المستمر وتجنب التوتر والالتزام بالعلاج في الحد من النوبات وتخفيف الأعراض. كما أن الدعم النفسي والتوعية المجتمعية يعينان المرضى على تحسين جودة الحياة وتقليل الوصمة المصاحبة للمرض.



