يُعد فيتامين D من أهم الفيتامينات التي يحتاجها جسم الطفل منذ ولادته وحتى مرحلة المراهقة، فهو المسؤول الأول عن بناء العظام والأسنان، ودعم المناعة، وتنظيم امتصاص الكالسيوم والفوسفور. وبالرغم من أهميته، فإن نقص هذا الفيتامين أصبح شائعًا بين الأطفال بسبب قلة التعرض للشمس وسوء العادات الغذائية.
ما هو فيتامين D ولماذا هو مهم لطفلك؟
يُعرف فيتامين D باسم فيتامين الشمس لأنه يُنتج طبيعيًا عند تعرض البشرة لأشعة الشمس، ويساعد الجسم على امتصاص الكالسيوم الضروري لبناء العظام والأسنان، كما يساهم في تقوية المناعة وتنظيم المزاج وحماية القلب والدماغ.
الأطفال الذين يحصلون على كميات كافية من فيتامين D أقل عرضة للكساح وتشوّهات العظام وضعف المناعة والتأخر في النمو ومشاكل الأسنان وتساقط الشعر.
علامات نقص فيتامين D عند الأطفال
قد لا تلاحظ الأم في البداية أن طفلها يعاني من نقص فيتامين D، لأن الأعراض تتطور تدريجيًا وتتفاقم مع مرور الوقت. من العلامات حدوث تأخر في التسنين وضعف الأسنان، وضعف العضلات مع صعوبات في المشي أو الجلوس لفترات طويلة، وتشوّهات العظام كالتقوس في الساقين أو بروز الصدر للخارج، إضافة إلى كثرة العدوى ونزلات البرد بسبب ضعف المناعة، وتغيرات النوم والمزاج، وبطء النمو وفقدان الشهية ما قد يظهر كضعف في النمو أو قلة الوزن مقارنة بالعمر.
أسباب نقص فيتامين D عند الأطفال
هناك عوامل متعددة تسهم في نقص الفيتامين الحيوي هذا. منها قلة التعرض لأشعة الشمس، غالبًا بسبب إبقاء الطفل داخل المنزل، ونظام غذائي فقير بالفيتامين D ويفضّل الأطعمة السريعة والمعلبة على الحليب والأسماك والبيض، كما أن البشرة الداكنة تقل قدرتها على إنتاج فيتامين D عند التعرض للشمس، إضافة إلى مشاكل في الامتصاص مثل أمراض الجهاز الهضمي التي تعيق امتصاص الفيتامينات.
كيف يمكن علاج نقص فيتامين D بذكاء غذائي؟
اعتمدي على الحليب المدعّم بفيتامين D ومنتجات الألبان يوميًا، مع الزبادي والجبن لإمداد مستمر بالكالسيوم وفيتامين D.
اختاري الأسماك الدهنية مثل السلمون والتونة والسردين، فهي مصادر طبيعية غنية بفيتامين D ويمكن استخدامها طازجة أو مطهية ضمن وجبات الأطفال.
يُعتبر صفار البيض خيارًا ممتازًا لدعم فيتامين D، ويمكن إدراجه ضمن وجبة الإفطار.
الفطر المشروم خيار نباتي رائع، خاصة إذا كان من الأنواع المعرضة لأشعة الشمس.
التعرض الآمن لفترة الشمس اليومية مهم، اجعلي طفلك يتعرض للشمس المباشرة لمدة 15 إلى 20 دقيقة في الصباح الباكر أو قبل الغروب، مع تجنب كريم الوقاية خلال هذه الفترة القصيرة فقط.
كما يمكن الاعتماد على الأطعمة المدعّمة مثل حبوب الإفطار الكورن فليكس أو العصائر المدعمة بفيتامين D للمساعدة في سد النقص.
متى يحتاج الطفل إلى مكملات فيتامين D؟
في بعض الحالات لا تكفي المصادر الطبيعية وحدها، ويقرر الطبيب استخدام مكملات فيتامين D، خاصة للرضع الذين يرضعون رضاعة طبيعية فقط، وللأطفال الذين يعيشون في مناطق قليلة الشمس، ولدى وجود مشاكل امتصاص.
يجب عدم إعطاء أي جرعة دون استشارة الطبيب لتجنب الجرعة الزائدة التي قد تؤثر في الكلى أو ترفع نسبة الكالسيوم في الدم.
نصائح للأم للوقاية من نقص فيتامين D
احرصي على فحص مستوى الفيتامين دوريًا، خاصة في فصل الشتاء. قدّمي لطفلك وجبات متوازنة غنيّة بالدهون الصحية والبروتينات. شجعيه على اللعب في الهواء الطلق بدل البقاء أمام الشاشات. تابعي نموه الجسدي وتقدمه في التسنين والمشي لتلاحظي أي تأخر مبكرًا.
