خضع البريطاني ديف ريتشاردز، البالغ من العمر 75 عامًا، لجراحة رائدة بزراعة وجه مطبوعة بتقنية ثلاثية الأبعاد بعد تعرض وجهه لإصابات شديدة من الدرجة الثالثة.
التقنية والتركيب الطبي
وُجد أن الوجه الاصطناعي المطبوعة ثلاثية الأبعاد صُمم وطُبِع في موقع واحد تابع للخدمات الصحية الوطنية في المملكة المتحدة، بحيث يجمع المسح والتصميم والطباعة في إطار واحد تقريبًا.
وقع الحادث أثناء قيادته دراجته عندما صدمه سائق مخمور كان في طريقه، ما أسفر عن حروق بالغة في الوجه والرأس إضافة إلى إصابات في الظهر والحوض وتكسير عدة أضلاع وفقدان إحدى العينين.
يتطابق سطح الوجه الصناعي المطبوعة مع لون شعره وبشرته وعينيه، وهو ما يمثّل أقرب تشابه لوجهه الحقيقي.
حاول الأطباء إنقاذ العين في البداية، لكنهم كانوا قلقين من احتمال انتشار عدوى من العين إلى العصب البصري ثم إلى المخ، فتم استئصال العين ثم تحويل المريض إلى قسم الأطراف الاصطنائية الترميمية، حيث أُخذت أنسجة مع شرايين وأوردة وتم ضخها في الرقبة.
ووصفت العملية التي تتضمن الحصول على وجه مطبوع بتقنية ثلاثية الأبعاد بأنها تعتمد على مسح المرضى وتخطيطهم وتصميمهم وطبعهم في موقع واحد، وهو ما يعد طفرة في طريقة تقديم الرعاية الصحية.
التجربة الشخصية والخلفية الطبية
قال ديف ريتشاردز إن تجربة الحصول على الوجه المطبوعة لم تكن ممتعة في الأيام الأولى من تعافيه، حيث شعر بضعف شديد وتجنب المواقف الاجتماعية إلى حين أن يتيح له الوقت التقبل مع مظهره الجديد، لكنه أقر لاحقًا بأن الطريق كان يستحق المتابعة وأنه قطع شوطًا طويلاً نحو الراحة مع صورته.
وصف الحادث الذي كاد يعرّض حياته للخطر في يوليو 2021 قائلاً إنه كان مع صديقيه عندما تجاوزت سيارة مخموراً كانت تقطع الطريق فجأة، فاضطر هو والصديقان إلى التزام الصف وكانت هناك سيارة قادمة من الاتجاه المعاكس، فإما الاصطدام بتلك السيارة أو الاصطدام بنا، وذكر أن صديقيه صُدما بالسيارة وتُرِك هو محصورًا تحتها، حيث احترق المحرك والعادم بجانبه ودُحرجت جسده.
أوضح أنه بالرغم من تردده الأول في العلاج، إلا أنه كان سعيدًا لأنه اتبع العلاج وتحدث عن فائدة العلاج عندما لا تكون مخاطره كبيرة، وهذا ما يحفزه حتى اليوم.
قالت إيمي ديفي، كبيرة علماء إعادة البناء في مؤسسة شمال بريستول للخدمات الصحية الوطنية، إن مسح المرضى بحثًا عن الأطراف الاصطنائية يسمح بإجراء المسح أثناء الحركة، ويمكن لهذه التقنية استغلال حركة المريض لمساعدة الأطراف الاصطنائية.
بيّنت أن الطابعات ثلاثية الأبعاد المستخدمة في هذا السياق تستخدم راتنجات بلاستيكية متقدمة تسمح بخصائص يمكن تطبيقها مباشرة على الجلد وتكون آمنة لفترات طويلة على البشرة.
ملاحظات حول التطور ونطاق التطبيق
تشير المصادر إلى أن المسوحات ثلاثية الأبعاد والتصميم والطباعة تُنجز في موقع واحد تابعة للهيئة الوطنية للخدمات الصحية، وأن هذا النهج جعل المملكة المتحدة بين الأوائل في توفير هذه التقنية المدمجة في العلاج الترميمي.



