يُحتفل العالم في 29 أكتوبر باليوم العالمي للتوعية بمخاطر السكتة الدماغية، وفي هذا التقرير نتعرف على أسباب تزايد حالات السكتة الدماغية بين الأطفال، وهي حالة كان يعتقد سابقًا أنها تصيب الكبار فقط، لكنها قد تصيب الأطفال نتيجة اضطرابات وراثية أو عدوى أو إصابات في الرأس أو أمراض في القلب وتؤثر على مستقبلهم إذا لم تُكتشف مبكرًا.
السكتة الدماغية حالة طبية خطيرة تصيب جميع الأعمار بما فيها الأطفال، وتحدث نتيجة انقطاع مفاجئ لتدفق الدم إلى جزء من الدماغ بسبب تضيق الأوعية أو وجود جلطة، كما قد يحصل تمزق في جدار أحد الأوعية الدموية. يؤدي نقص الدم إلى الدماغ في دقائق قليلة إلى موت خلايا الدماغ وحدوث إصابات قد تعيق الحركة والكلام والرؤية والتفكير. يواجه الأطفال بمراحلهم المختلفة من الولادة حتى المراهقة نفس أنواع السكتة الدماغية التي قد تصيب البالغين.
ما الذي يسبب السكتة الدماغية عند الأطفال؟ تختلف الأسباب عن تلك المعهودة لدى الكبار، فالكثير من الحالات لا تُعرَف لها سبب واضح، لكنها غالبًا ترتبط بنقص الأكسجين أثناء الولادة أو وجود عيب خلقي في القلب أو اضطرابات الدم مثل فقر الدم المنجلي أو اضطرابات التخثر أو اضطرابات وراثية، وقد ترافَق عدوى مثل الالتهابات أو الجفاف ومشاكل صحية أثناء الحمل مثل سكري الحمل أو ارتفاع ضغط الدم لدى الأم. أما السكتات الدماغية النزفية فغالبًا ما تكون مرتبطة بإصابة الرأس أو وجود تشوهات أو تمدد للأوعية الدموية.
علامات وأعراض السكتة الدماغية لدى الأطفال
تظهر علامات السكتة الدماغية لدى الأطفال بشكل مفاجئ وتتشابه مع علامات البالغين، لكن قد يصعب تشخيصها عند الأطفال لأنهم قد يعجزون عن التعبير عن أعراضهم أو تكون الأعراض غير محددة، وتشمل أعراض شائعة مثل ضعفًا أو خدرًا أو شللًا في جهة واحدة من الجسم، صعوبة في الكلام أو في فهم الآخرين، تغيرات الرؤية كالإضاءة أو الضباب أو ازدواج الرؤية وكذلك دوار وفقدان التوازن أو التنسيق. وفي حالات أقل شيوعًا قد يظهر صداع مع قيء أو خمول وتغيرات مفاجئة في السلوك، أما عند حديثي الولادة والرضع فهناك علامات مثل الخمول وسوء التغذية وانخفاض حركة أحد جانبي الجسم.
BEFAST هي طريقة لتذكر علامات السكتة بسرعة؛ فهي تقترح مراقبة Balance عند وجود صعوبة مفاجئة في التوازن، Eyesight changes لأي تغير مفاجئ في الرؤية، Face drooping أو تدلي أحد جانبي الوجه، Arm weakness ضعف في أحد الذراعين، Speech difficulty صعوبة في الكلام، مع الإشارة إلى أن Time to act وهو ضرورة التصرف سريعًا وطلب الإسعاف فورًا عند ظهور أي علامة من هذه العلامات، فكل دقيقة مهمة لاستعادة تدفق الدم إلى الدماغ وتقليل الضرر وفرص الشفاء.
هل يمكن الوقاية من السكتات الدماغية عند الأطفال؟ بشكل عام لا توجد طريقة مضمونة لمنع السكتة الدماغية الأولى في كل الحالات، لكن يمكن تقليل الخطر من خلال علاج السبب الكامن ومحاولة إدارة الحالات المرتبطة مثل علاج عيوب القلب الخلقية ومتابعة الرعاية مع أخصائي أعصاب الأطفال. كما يؤثر نمط الحياة الصحي في صحة الدماغ، فيشمل تناول غذاء متوازن قليل الدهون المشبعة والملح وشرب كميات كافية من الماء وممارسة الرياضة بانتظام، مع اللعب في الهواء الطلق والحرص على نوم جيد. كما أن ارتداء الخوذات أثناء الرياضات عالية السرعة يحمي الرأس ويساعد في الوقاية.»



