أطعمة تقوّي المقاومة الطبيعية للجسم ضد السرطان
أكد الدكتور سوراب سيثي أن اختيار نظام غذائي متوازن غني بالخضروات والفواكه يعتبر من أقوى وسائل الوقاية من السرطان، مع التأكيد على دور مضادات الأكسدة والمواد المضادة للالتهاب في تقليل مخاطر الإصابة.
يُعدّ الجزر مضاد أكسدة قوي يحارب الجذور الحرة، فهو غني بالكاروتينات مثل بيتا كاروتين وألفا كاروتين التي تتحول في الجسم إلى فيتامين أ وتساهم في تنظيم نمو الخلايا وحماية الأنسجة من التلف. كما أن استهلاك الجزر بانتظام يعزز المناعة ويساهم في تقليل احتمالات الإصابة بأنواع سرطان متعددة، مثل سرطان المعدة والبروستات والقولون والمستقيم.
الثوم: السلاح الكبريتي ضد الخلايا السرطانية
يُطلق الأليسين عند سحق الثوم أو تقطيعه، وهو مركب كبريتي فعال يحمي الحمض النووي من التلف ويبطئ نمو الخلايا غير الطبيعية التي قد تتحول إلى سرطانية.
يحتوي الثوم أيضاً على مركبات كبريتية أخرى مثل ثنائي أليل ثلاثي الكبريتيد (DATS)، التي ترفع معدل موت الخلايا المبرمج وتقلل الانقسام الخلوي غير المنضبط. كما يمتلك الثوم خصائص مضاد أكسدة تقلل الالتهابات التي تهيئ بيئة لنمو السرطان. ويُفضل تجنب طهي الثوم بدرجات حرارة عالية حتى لا تفقد مركّب الأليسين فعاليته، ويُفضل تركه مفرومًا لمدة عشر دقائق قبل الطهي أو تناوله خامًا ضمن الوجبات.
البروكلي: مركب السلفوروفان ومزاياه في الوقاية
يُعدّ البروكلي من أكثر الخضراوات الصليبية فاعلية في مكافحة السرطان، بفضل وجود مركب السلفوروفان الذي يثبط نمو الخلايا السرطانية ويحفز الجسم على إنتاج الإنزيمات التي تخلصه من المواد السامة. وتشير الدراسات إلى أن براعم البروكلي تحتوي تركيزاً أعلى من السلفوروفان يصل إلى مئة ضعف مقارنة بالبروكلي الناضج، ما يجعلها خيارًا مثاليًا لتعزيز المناعة ومقاومة الخلايا السرطانية. ويُوصى بطهي البروكلي على البخار لوقت قصير للحفاظ على المركبات الفعالة. كما يحتوي البروكلي أيضاً على الكاروتينات وفيتامين C والجلوكوزينولات التي تثبط إنزيمات السرطان وتقلل الالتهابات، إضافة إلى حمض الفوليك والألياف التي تدعم صحة الجهاز الهضمي وتخفض الكوليسترول.
نمط حياة صحي كخط الدفاع الأول
شدد الدكتور سيثي على أن السرطان لا ينشأ بين ليلة وضحاها بل نتيجة تراكم عوامل متعددة، منها النظام الغذائي غير الصحي وقلة النشاط البدني والتعرض المستمر للسموم. لذا فإن اعتماد نظام غذائي غني بالخضروات والفواكه، خاصة تلك التي تحتوي مضادات الأكسدة مثل الجزر والثوم والبروكلي، يشكل أحد أفضل الطرق الطبيعية لتعزيز المناعة ومقاومة السرطان في مراحله المبكرة.
وشدد أيضاً على أن الوقاية تبدأ من المطبخ وأن اختيار الأغذية الصحيحة قد يكون الفاصل بين الصحة والمرض. وأضاف أن “الطعام يمكن أن يكون دواءً إذا استُخدم بطريقة صحيحة” ودعا الناس إلى إعادة النظر في عاداتهم الغذائية واستبدال الوجبات السريعة والمصنعة بأطعمة طبيعية تدعم الشفاء الذاتي.
