ذات صلة

اخبار متفرقة

بعد مشهد آدم في «ميد تيرم».. خطورة حبس المدمن في المنزل

خوف الأهل من وصمة المجتمع وتأثيره على العلاج يعبر أبوين...

دراسة: الأسبارتام الشائع قد يضر بالقلب والدماغ

أظهرت دراسة حديثة نُشرت في عدد يناير 2026 من...

ناهد السباعى تثير الجدل في آخر ظهور لها مرتدية بدلة رجالية

أظهرت ناهد السباعي عبر حسابها في إنستجرام صورًا جديدة...

الفُصال العظمي: نصائح لتخفيف آلام المفاصل في الشتاء

النشاط البدني ابدأ بممارسة نشاط بدني لمدة 30 دقيقة على...

هدى الإتربي تثير الجدل بفستان مخملي جريء | شاهد

إطلالة شتوية أنيقة لهدى الإتربي خطفت هدى الإتربي الأنظار بإطلالة...

توسيع نطاق نظام شراء المحكومية… خطوة باتجاه عدالة شاملة وإصلاح مستدام

يوسع النظام شراء المدة المتبقية من المحكومية ليشمل فئات أوسع من النزلاء، من بينهم المواطنون السعوديون ونزلاء دور الملاحظة ومؤسسات رعاية الفتيات، ليكون أحد أهم التحولات في مفهوم العدالة الإصلاحية التي توازن بين العقوبة والتقويم.

يتماشى هذا التوسع مع رؤية المملكة 2030 التي تسعى إلى بناء منظومة عدلية أكثر عدالة وإنسانية تعنى بإعادة تأهيل الأفراد ودمجهم في المجتمع، دون الإخلال بهيبة النظام أو حقوق الآخرين.

وقال الدكتور محمد الحربي، مدير عام فرع وزارة الموارد البشرية بالرياض سابقاً ونائب الأمين العام لجمعية البر بالرياض، في حديثٍ لـ«سبق»: «إن التوسع في نظام شراء المحكومية يعدّ تجسيدًا لعدالة المملكة الإنسانية، التي تمنح الأمل للنزيل في حياة جديدة، وتعزز قيم المسؤولية والإصلاح الذاتي. فالنظام لا يُعدّ تجاوزًا للعقوبة، بل وسيلة بديلة لتحملها بطريقة تتيح للنزيل تصحيح مساره دون أن يفقد ارتباطه بأسرته أو مجتمعه».

وأضاف أن هذه المبادرة ستسهم في تخفيف الضغط على السجون ودور الملاحظة، وتفتح المجال أمام برامج تربوية وتأهيلية موازية لعملية الشراء، لتتحول من مجرد إجراء مالي إلى عملية متكاملة للإصلاح السلوكي والاجتماعي.

عدالة إنسانية وفرصة ثانية

يرى مختصون أن شمول السعوديين في هذا النظام يمثل نقلة نوعية، إذ يمنحهم فرصة تجاوز التعثر الأول في حياتهم بمسؤولية وكرامة، خصوصًا في القضايا التي لا تمس الأمن الوطني أو الحقوق الخاصة.

كما أن إدراج نزلاء دور الملاحظة ومؤسسات الفتيات يعكس بعدًا إنسانيًا متقدمًا، يمنع تكريس السلوك المنحرف، ويفتح الباب أمام إصلاح مبكر يضمن اندماجهم الإيجابي في المجتمع.

أثر اقتصادي واجتماعي مستدام

من الجانب الاقتصادي، يتوقع أن يسهم النظام في تقليل الأعباء المالية والإدارية على الدولة، مع إمكانية توجيه جزء من العوائد المالية لدعم برامج التدريب والتعليم والرعاية النفسية داخل المؤسسات الإصلاحية، بما يحولها إلى مراكز فاعلة للتأهيل والتمكين، لا مجرد أماكن احتجاز.

ضوابط وآليات لضمان العدالة

ويؤكد قانونيون أهمية وجود إطار تشريعي دقيق يحدد الفئات المؤهلة للاستفادة، وآلية احتساب المبالغ، وشروط السلوك والانضباط، على أن تخصص العوائد لصندوق وطني مستقل لتطوير السجون ودور الرعاية.

كما يُقترح إنشاء لجنة وطنية مشتركة تضم وزارات الداخلية، العدل، والموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، تتولى الإشراف والتقييم المستمر لضمان العدالة والشفافية في التطبيق.

نحو إصلاح وطني شامل

يختتم الدكتور الحربي حديثه قائلاً: «إن المجتمع الذي يمنح أبناءه فرصة ثانية هو مجتمع واعٍ بعدالته، قوي بوحدته، ومؤمن بأن الإصلاح لا يتحقق بالعقوبة فقط، بل بالرحمة والمسؤولية والأمل».

ويُنتظر أن يشكل نظام شراء المحكومية الموسّع علامة فارقة في مسيرة العدالة السعودية الحديثة، إذ يُوازن بين الصرامة في القانون والرحمة في التطبيق، ليبقى الإنسان محور الإصلاح، والمملكة نموذجًا للعدالة المستدامة في العالم.

spot_img
spot_imgspot_img

تابعونا على