ظهرت شجرة كالبافريكشا في الأساطير الهندوسية كرمز للعطاء والوفرة، وتروى القصص أنها ظهرت خلال حدث سامودرا مانثان حين تعاونت الآلهة والشياطين لاستخراج كنوز من البحر.
الأصول الأسطورية لشجرة كالبافريكشا
وترد الشجرة في نصوص دينية مثل بهاغافاتا بورانا وفيشنو بورانا، وتوصف كشجرة فائقة الجمال محاطة بالكائنات النورانية، وتُروى كرمز لسخاء الآلهة وتلبِّي الأمنيات الصادقة.
يقال إنها زرعت في عالم إندرا السماوي لتكون مصدر نعمة وخصب، وتجسد معنى البركة التي تستجيب للطلبات النقية.
كالبافريكشا في الثقافة الهندية المعاصرة
لم تعد شجرة الأمنيات مجرد حكاية، بل أصبحت جزءًا من الثقافة الحية في الهند. تنتشر أشكالها ورموزها في مدن عديدة، ويذهب الناس إليها للتأمل والدعاء وطلب البركة، في ظل تقليد يمزج الأسطورة بالحياة اليومية.
تُباع مجسمات نحاسية أو ذهبية اللون على شكل شجرة الأمنيات في البيوت والمتاجر، وتُنظر إليها كرمز لجذب الوفرة والرخاء والطاقة الإيجابية، في اتجاه يجمع بين الجمال الرمزي والمعتقد الروحي.
كالبافريكشا في جوشيماث
في جوشيماث بولاية أوتارانتشال تقف شجرة توت عمرها يناهز ألف عام وتعرف محليًا باسم كالبافريكشا. وتربطها الحكايات بالحكيم آدي شانكاراشاريا الذي كان يعتقد أنه تأمل تحتها قبل تأسيس المراكز الروحية الأربعة في الهند.
وتعد هذه الشجرة محطة رئيسية للحجاج، يقصدها الآلاف سنويًا بحثًا عن السكينة والسلام الداخلي.
كالبافريكشا في فريندافان
في فريندافان، موطن الإله كريشنا، توجد شجرة بانيان مقدسة تعرف أيضًا باسم كالبافريكشا. يربط الزوار أمنياتهم بخيوط على أغصانها أو يكتبونها على أوراق صغيرة في طقس رمزي، ما يعكس استمرار حضور هذه الفكرة القديمة في الوعي الجمعي الهندي اليوم حيث تتلاقي الأسطورة والإيمان والفن في شجرة واحدة تعبر عن الأمل والوفرة.
