تسطع قبة زرقاء ضخمة مزخرفة على الطراز الإسلامي وتحيط بها أربع مآذن يكسوها الأزرق والأبيض، مطلة على نهر كازانكا وتواجه مسجد قول شريف الذي يضيء ساحة مدينة قازان.
تفتح أبواب المسجد الخشبية أمام الزائرين وتكسو أسقفه رسومات إسلامية وتبرز نجفٌ زاهٍ، وتُفْرَش ساحة المصلى بسجاد إيراني فريد أُهدي للمسجد، وتوجد ألواح زجاجية تحفظ كسوة الكعبة ومصاحف من دول العالم مما يمنح المكان قدسية خاصة.
يسع المسجد نحو 1500 مصلٍ، وهو مكوّن من دورين ومصلى للنساء والرجال، ويتوافد إليه المصلون من كل جهة خاصة في يوم الجمعة، ليستمتعوا بجمال الطراز الإسلامي الفريد الذي يميّز مسجد قول شريف.
تاريخ مسجد قول شريف
يُحكى أن المسجد الأصلي بُني في القرن السادس عشر خلال فترة خانية قازان وكان من أكبر المساجد في أوروبا آنذاك.
وفي عام 1552 دُمّر المسجد أثناء الغزو الروسي بقيادة إيفان الرهيب، حين قاد الإمام قول شريف وطلّابه الدفاع عن المدينة فاستشهد.
وأُعيد بناء النسخة الحديثة بين 1996 و2005 بمناسبة الذكرى الألفية لتأسيس المدينة، ثم افتُتح في 24 يوليو 2005 ليكون من أكبر المساجد في روسيا وأوروبا ورمزاً معمارياً وثقافياً لتتارستان.
زيارة وخشوع
يرتفع صوت قارئ يرتدي قفطاناً أسود مطرّزاً بالذهبي وبقبعة وجلباب رمادي خلف غرفة زجاجية ليقرأ آيات القرآن بصوت عذب يمنح الزائرين السكينة.
يربط مسجد قول شريف بمؤسسة الأزهر الشريف ارتباطاً وثيقاً بفضل تخرّج مئات الأئمة من الأزهر الذين يدرّسون في المساجد والمدارس الإسلامية في تتارستان، وهو ما يعزز المكانة العلمية والثقافية للمسجد.
عيون تعكس الانبهار
يُعبر سائح من السعودية عن انبهاره وهو يتأمل زخارف المسجد وشرفاته الشفافة الملونة التي تعكس إضاءات النهار وتبرز جماله خلال زيارة طويلة وممتعة.
رحلة روحانية
تمنح زيارة قول شريف فرصة للخلوة مع النفس واختبار الصفاء حين تؤدي الصلاة وتلتقي جنسيات متعددة في صفوف موحّدة، في تجربة تجمع بين الحضارة الإسلامية والتقليد التتري وتفتح باباً نحو فهم أعمق للسلام الروحي.
