يبدأ مربو النحل في محافظة الطائف استعدادهم للرحلة السنوية صوب تهامة الدافئة كجزء من موسم البيات الشتوي، في انتقال موسمي يهدف إلى إعادة تنشيط الخلايا وتقويتها قبل برودة الشتاء، مستفيدين من تنوع المراعي النباتية الممتدة على سلسلة جبال السروات.
رحلة الشتاء
وتُعرف هذه الرحلة بين النحالين باسم “رحلة الشتاء”، وتعد من أقدم الأنماط الزراعية البيئية المرتبطة بمواسم الإزهار. تُنقل الخلايا عبر الشاحنات من مرتفعات الشفا والهدا ووادي محرم والصفا والشريّف والغديرين وغيرها إلى وديان تهامة الغنية بأشجار السدر والطلح والعرفج والعوسج، إيذانًا ببدء موسم جديد من التكاثر وإنتاج العسل عالي الجودة.
وأوضح النحال سالم بن معيض أن الاستعدادات تشمل فحص الخلايا بدقة للتأكد من سلامتها وخلوها من الأمراض والطفيليات، وتهيئة مواقع الوصول في الأودية لضمان توفر مصادر الرحيق والمياه. وأشار إلى أن النقل يتطلب تنسيقًا مسبقًا يشمل متابعة الأحوال الجوية وتجهيز وسائل النقل المناسبة والحفاظ على درجات حرارة مستقرة داخل الصناديق حتى تصل الخلايا في حالة نشطة وجاهزة للإنتاج.
ومن جانب آخر، وصف المهتم بالثقافة النحلية أحمد أبو زجرة تهامة الطائف بأنها “جنة غذائية لخلايا النحل” لما تتمتع به من تنوع نباتي يجعلها بيئة مناسبة لتغذية النحل وتجديد نشاطه. وأكد أن متابعة مواسم الإزهار بدقة أسهمت في استمرار الإنتاج ورفع جودة العسل المحلي، إضافة إلى دعم استدامة سلالات النحل وتكاثرها خلال الموسم الشتوي.
تؤكد هذه الرحلة أن التنسيق بين المزارعين والنحالين والظروف المناخية يساعد في تعزيز استدامة النحل وجودة العسل طوال الشتاء وما بعده.



