اعتمدت الدول الأعضاء القرار ش م/ل إ72/ق-4 خلال الدورة الثانية والسبعين للجنة الإقليمية لشرق المتوسط، وذلك بعد عرض ورقة تقنية شاملة عن الرعاية التلطيفية التي تهدف إلى تخفيف الألم والأعراض الجسدية والنفسية لدى الأشخاص المصابين بأمراض خطيرة.
ويمثل القرار تحولاً كبيراً في طريقة دعم الإقليم للأشخاص الذين يعانون أمراضاً تقصر أعمارهم وأوضاع صحية مزمنة، حيث يشير إلى حاجة نحو 2.4 مليون شخص في الإقليم إلى الرعاية التلطيفية سنويًا، لكن نسبة تقل عن واحد بالمئة فقط يحصلون عليها.
وقد بيّن القرار الضرورات الأخلاقية والعلمية والاقتصادية وراء توسيع نطاق توفير الرعاية التلطيفية، ودعت الدول الأعضاء إلى دمج الرعاية التلطيفية في استراتيجيات الصحة الوطنية وحزم المنافع، وضمان إتاحة الأدوية الأساسية ومنها الأدوية الأفيونية الفموية، وإلزام التدريب الأساسي في هذا المجال، والاعتراف بالتدريب المتقدم والخبرة التخصصية، وإعطاء الأولوية للرعاية المنزلية والمشاركة المجتمعية، ووضع أطر للرصد من خلال مؤشرات الأداء الرئيسية والبحوث.
وتشير الأدلة إلى أن الإدماج المبكر للرعاية التلطيفية يمكن أن يقلل نفقات الرعاية الصحية بنسبة تصل إلى نحو 30%.
وجاء هذا القرار بعد مشاورات مكثفة مع الدول الأعضاء وعددها 22 دولة، وتضمنت تعليقات وملاحظات في ست مجالات هي الحوكمة وتقديم الخدمات والمشاركة المجتمعية والأدوية والتعليم والرصد، ويستند القرار إلى الأسس التي أرساها قرار الجمعية العالمية للصحة 67-19 (2014) وأحدث المنشورات، ومنها العدد الخاص من المجلة الصحية لشرق المتوسط (2022) وتقرير مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية (2024).
واعتمد وزراء الصحة وممثلو البلدان من أنحاء الإقليم الورقة التقنية التي تعرض الجهود الوطنية الرامية إلى إدماج الرعاية التلطيفية في النظم الصحية. فقد شدد الأردن على القدرة على الصمود في مواجهة الأزمات خاصة بالنسبة للاجئين، ورأت الإمارات العربية المتحدة أن الرعاية التلطيفية حق وتخطط لتوسيعها ودمجها في الرعاية الأولية، وتوجه العراق نحو التحوّل من العلاج فقط إلى الرعاية مع تعزيز التدريب والإتاحة، وأكدت الكويت برنامجها للرعاية التلطيفية المنزلية للأطفال ودعت إلى تعاون إقليمي، وأشارت مصر إلى السبيل المنسق والتمويل المستدام والمجتمعات المحلية الرحيمة، وأقرت باكستان بالتحديات العامة التي تواجه الأنظمة لكنها أدرجت الرعاية التلطيفية في خطتها الصحية الوطنية، وأكدت عمان على الإصلاحات التشريعية وأهمية دعم المنظمة، وناقشت البحرين وجمهورية إيران الإسلامية والمغرب والسعودية التقدم المحرز بشأن الأطر والرقمنة والتطبيب عن بُعد ونُظُم الرعاية المتكاملة، وأكد السودان التنفيذ العملي رغم تعدد الأولويات، واقترح لبنان مصطلحات أعمّ ورعاية منزلية أقوى، ودعا الاتحاد الدولي لرابطات طلبة الطب إلى إلزامية التعليم الأساسي والتعاون في الرعاية التلطيفية، وشدد الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان على إدماج الرعاية التلطيفية في الرعاية الأولية والاستجابات الإنسانية، وشجعت الشبكة الشرق أوسطية للصحة المجتمعية إمفنت النماذج المجتمعية، وحث تحالف مكافحة الأمراض غير السارية على رصد الإتاحة المنصفة. كما شاركت روسيا خبراتها الوطنية حول قانون الرعاية التلطيفية ونظامها التدريبي، بينما أكد مجلس الشباب التابع لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط دعم الصحة النفسية وبرنامج المواساة وبناء قدرات الشباب.
مخرجات وتبعات القرار
وأشارت الدكتورة حنان حسن بلخي، المديرة الإقليمية لشرق المتوسط في منظمة الصحة العالمية، إلى أن الرعاية التلطيفية ليست تحديًا بل حلاً، مؤكدة أن المكتب الإقليمي جاهز لدعم الدول في بناء القدرات وإصلاح اللوائح التنظيمية وضمان وصول أي مريض إلى الرعاية التلطيفية عند الحاجة، مع التأكيد على أن الوقت للعمل قد حان.
