أظهرت دراسة حديثة أن وجبات التمارين السريعة، وهي فترات قصيرة من النشاط تمتد من دقيقة إلى خمس دقائق تؤدى عدة مرات خلال اليوم، يمكن أن تعزز اللياقة القلبية التحمل العضلي وتحقق فائدة ملموسة خصوصًا لمن يقضون أغلب يومهم في الجلوس.
تعرف هذه الوجبات بأنها فترات نشاط مقصودة قصيرة تقام بين المهام اليومية، وقد تكون صعودًا سريعًا للسلالم أو تمارين بسيطة مثل القرفصاء أو مشيًا سريعًا بين الأعمال. يرى الدكتور ميغيل أنخيل رودريغيز من جامعة أوفييدو الإسبانية أن هذه الطريقة تمثل مدخلًا عمليًا لتكوين عادة حركة دون حاجة لمعدات أو بيئة تدريب خاصة، مع تزايد الأثر عندما يلتزم بها الشخص بانتظام.
كيف أُجريت الدراسة؟ قام فريق رودريغيز بتحليل 11 تجربة علمية أجريت في أربع دول شملت 414 مشاركًا من أستراليا وكندا والصين والمملكة المتحدة. ورغم اختلاف شدة التمارين وتكرارها بين المجموعات، كانت النتيجة العامة أن من مارسوا هذه الجلسات القصيرة بانتظام أظهروا تحسنًا ملحوظًا في كفاءة القلب والرئتين مقارنة بمن ظلوا غير نشطين. أما كبار السن فقد استفادوا أيضًا من زيادة في تحمل العضلات بدرجة علمية محدودة، ما يشير إلى ضرورة إجراء دراسات أكبر مستقبلًا.
لماذا تُحدث هذه الفترات القصيرة فرقًا؟ لأنها تكسر فترات السكون الطويلة التي تضعف الدورة الدموية وتبطئ عمليات الأيض. يوضح الدكتور غاريت آش، أستاذ مساعد في كلية الطب بجامعة ييل، أن التوقف المتكرر عن الجلوس ولو لدقيقة يعيد تنشيط الجسم بطرق لا توفرها حتى جلسة طويلة من التمرين إذا تلتها ساعات من الخمول، كما أنها مقاربة أكثر واقعية من الالتزام بنصف ساعة متواصلة يوميًا خاصة لمن يجدون صعوبة في التنظيم أو المواظبة.
ليست هذه الوجبات سحرًا، لكنها بداية فعالة. رغم النتائج المشجعة، أشارت الدراسة إلى أنها لم تُسهم بشكل ملموس في ضغط الدم أو نسب الدهون أو تركيب الجسم، وربما يعود ذلك لقصر مدة التجربة وعدد المشاركين. مع ذلك، فإن دمج هذه الفترات القصيرة في الروتين اليومي يمثل خطوة حذرة لتكوين عادة حركية يمكن تطويرها لاحقًا إلى نشاطات أطول وأكثر انتظامًا.
كيف تطبقها في حياتك
استغل الدقائق بين الاجتماعات أو المهام للقيام بحركة نشطة، اختر السلالم بدلًا من المصعد، نفِّذ تمرين القرفصاء، أو الجلوس والوقوف عشر مرات متتالية خلال اليوم. استخدم منبهًا ليذكّرك بالحركة كل ساعة. حتى الرياضيون يمكنهم الاستفادة من هذه الطريقة، فالتوزيع المستمر للجهد خلال اليوم يمنح الجسم فائدة مستمرة ويقلل فترات الخمول ويُعزز التأثير الإيجابي للنشاط البدني الذي تبدأه صباحًا.
