تعرضت هدى المفتي أثناء إصابتها بفيروس كورونا لجلطة معوية حادّة في الوريد المغذي للأمعاء، وتفاقم الوضع مع تأخر العلاج فانتُهِكت أنسجة الأمعاء نتيجة نقص الدم والأكسجين، وهو ما أدى إلى حدوث غرغرينا في الأنسجة المعوية.
أُجريت لها عملية جراحية طارئة استئصلت جزءًا من الأمعاء الدقيقة لوقف الضرر ولمنع تفاقم المشكلة، ثم قضت أسابيع في العناية المركزة بلا طعام أو شراب بسبب حالة التهابية وتداعيات الجراحة، وهو ما أدى إلى فقدان وزن ملحوظ في تلك الفترة.
تُعد هذه التجربة مثالًا على خطورة الجلطة المعوية وندرتها، كما أثارت أسئلة حول آليات حدوثها ومضاعفاتها المحتملة في الجسم.
ما هي الجلطة المعوية وكيف تحدث
تعرّف الجلطة المعوية بأنها انسداد في تدفق الدم إلى الأمعاء، وقد تكون في الشرايين المغذية للأمعاء أو في أوردةها، ما يؤدي إلى انخفاض إمداد الأكسجين وتلف وسرعة في نسيج الأمعاء إذا لم تُكتشف مبكرًا، وتُعرف الحالة طبيًا باسم الخثار المساريقي.
الأسباب والعوامل
تشمل العوامل اضطرابات التجلط الوراثية، أمراض القلب وخاصة الرجفان الأذيني، تليف الكبد، بعض أنواع السرطان، أو وجود عمليات جراحية في البطن، كما تزداد مخاطرها عند النساء اللواتي يستخدمن حبوب منع الحمل لمدة طويلة.
الأعراض
تبدأ العلامات عادة بألم شديد ومفاجئ في البطن لا يتناسب مع الفحص البدني، مع غثيان أو قيء أو إسهال وتورّم بالبطن، وأحيانًا وجود دم في البراز أو حمى خفيفة وإرهاق عام. وفي الحالات المزمنة قد يعود الألم بعد تناول الطعام مع فقدان الشهية والوزن، وإذا لم يُعالج بسرعة قد يحدث موت جزء من الأمعاء وحدوث التهاب في البطن.
التشخيص
يُعد التشخيص المبكر العامل الأهم، ويتم عادة باستخدام التصوير المقطعي للأوعية لتحديد موضع الانسداد، مع تصوير دوبلر للموجات فوق الصوتية لبيان حركة الدم في الأوعية، وفي بعض الحالات يُجرى رنين مغناطيسي إذا اشتُبه في وجود جلطة وريدية، كما تُقيَّم فحوص الدم مؤشرات الالتهاب ونسبة اللاكتات التي تشير إلى نقص الأكسجين في أنسجة الأمعاء.
العلاج وخطوات الإنقاذ
يختلف العلاج حسب نوع الجلطة، لكن الهدف واحد وهو استعادة الدم من أسرع وقت ممكن. في الجلطات الوريدية، تُستخدم مضادات التخثر مثل الهيبارين أو أدوية فموية حديثة لمنع تكون جلطات جديدة. أما في الجلطات الشريانية الحادّة فقد يحتاج المريض إلى إزالة الجلطة جراحيًا أو إذابتها عبر قسطرة موجهة، وفي حال تلف الأمعاء تُجرى جراحة لاستئصال الجزء المصاب ومنع العدوى. عقب التعافي، تُجرى متابعة منتظمة مع أطباء الأوعية الدموية وتقييم قابلية الجسم لتكرار الجلطات.
الوعي بالألم والوقاية
يجب عدم تجاهل الألم غير المبرر، خصوصًا إذا كان مفاجئًا وحادًا، لأن الكشف المبكر عن الجلطات الدموية في الأمعاء قد ي saves الحياة ويمنع مضاعفات قد تصل إلى استئصال جزء من الأمعاء أو الوفاة. المحافظة على صحة القلب، ضبط ضغط الدم، تجنب التدخين، والحركة الدائمة للجسم خطوات بسيطة لكنها جوهرية للوقاية من هذه الحالات النادرة والخطيرة.



