أظهر بحث طويل الأمد أن نوع الحليب المستخدم يؤثر في مخاطر الوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية، وأن أحد النوعين قد يكون أكثر أمانًا لصحة القلب من الآخر.
اعتمدت الدراسة على بيانات من ثلاث فحوص للقلب والأوعية الدموية أجريت بين عامي 1974 و1988، وتابع الباحثون 73,860 فردًا بمتوسط عمر نحو 41 عامًا على مدى 33 عامًا وسجلوا 26,393 حالة وفاة، منها 8,590 وفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية.
وجد الباحثون أن شرب كمية أكبر من الحليب ارتبط بارتفاع خطر الوفاة لأي سبب بنسبة نحو 22%، وبارتفاع خطر الوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة نحو 12% مقارنة بمن يستهلكون كمية أقل.
لكن التحليل الأعمق أظهر أن الحليب كامل الدسم كان فعالاً في زيادة الخطر مقارنة بالحليب قليل الدسم، وعند مقارنة النوعين مع ضبط كمية الاستهلاك، تبين أن استهلاك الحليب قليل الدسم ارتبط بانخفاض خطر الوفيات بنسبة نحو 11% وانخفاض خطر أمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة نحو 7% مقارنة باستهلاك الحليب كامل الدسم، وظلت هذه النتائج ثابتة حتى بعد استبعاد الوفيات المبكرة أو المشاركين المصابين بأمراض سابقة.
أما شريحة الشاربين للحليب قليل الدسم فميلت إلى أن تكون من الإناث، ولديهم تعليم أعلى، ولا يدخنون، مقارنة بشاربي الحليب كامل الدسم الذين كانوا أكثر احتمالاً أن يكونوا مدخنين.
وخلص المؤلفون إلى أن الارتباطات بين استهلاك الحليب وأمراض القلب والوفيات تختلف باختلاف نوع الحليب، مع وجود ارتباطات إيجابية للحليب كامل الدسم وارتباط عكسي متواضع مع أمراض القلب الإقفاري والوفيات لجميع الأسباب للحليب قليل الدسم عند مقارنته بالحليب كامل الدسم.
التفسيرات الصحية والتوجيهات العامة
تتوافق النتائج مع النصائح الصحية المعمول بها، والتي تشير إلى أن معظم الدهون في الحليب ومنتجات الألبان دهون مشبعة، وأن تناولها بكميات كبيرة قد يسهم في زيادة الوزن وارتفاع الكوليسترول في الدم، مما قد يزيد خطر الإصابة بالأمراض.



